أخبار مصر

الدكروري يكتب عن من خاف الكذب أقل المواعيد

الدكروري يكتب عن من خاف الكذب أقل المواعيد

بقلم / محمــد الدكـــروري

اليوم : الأثنين الموافق 27 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قالت الحكماء من خاف الكذب أقل المواعيد، وقالوا أمران لا يسلمان من الكذب، كثرة المواعيد، وشدة الاعتذار” فينبغي على المعلم والمتعلم أن يتحليا بهذه الصفة لأن كلا الطرفين سيفقد أحدهما الثقة بالآخر إن كان الطرف الآخر مخلفا للوعد، مما يؤثر على سير العملية التعليمية، وقال الله تعالى “وبعهد الله أوفوا” وإن الالتزام بالوعد والوفاء به من صفات المؤمنين، فالله سبحانه وتعالى علمهم ذلك، وبدأ بنفسه سبحانه وتعالى.

وبدأ بنفسه سبحانه وتعالى، فقد رأينا من الآيات أن الله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده وهو ينجزه، وعليه، فالمؤمنون الذين اهتدوا بربهم يحافظون على الموعد ولا يخلفونه، وأما المنافقون والكفار فقدوتهم الشيطان في إخلاف الموعد، وقال عليه الصلاة والسلام “آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر” متفق عليه، وعند الخمسة عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أربع مَن كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت له فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر” وفي رواية “إذا اؤتمن خان” بدل “إذا وعد أخلف” وعند أبي داود عن عبدالله بن أبي الحمساء قال.

بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، فبقيت له بقية، ووعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال “يا فتى، لقد شققتَ علي، أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك” وهذا التزام منه صلى الله عليه وسلم بالوعد، ومَن أوفى مِن رسول الله بوعده؟ وقد خلفه أصحابه في هذا، ولقد أخبر جابر بن عبدالله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له “لو قد جاء مال البحرين، لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا، فلم يجئ مال البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء أبا بكر مال البحرين، فقال أبو بكر مَن كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين، فليأتنا، قال جابر، فقلت وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيني هكذا.

وهكذا فبسط يديه ثلاث مرات قال جابر فعدّ في يدي خمسمائة، ثم خمسمائة، ثم خمسمائة” رواه البخاري ومسلم، نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ مصر قيادة وشعبا من كل سوء وأن يكون سبحانه وتعالى في عون المستضعفين في فلسطين، وأن يخلصهم مما هم فيه من غم وهم وكرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock