أخبار مصر

الدكروري يكتب عن المسؤول الأول عن التربية

الدكروري يكتب عن المسؤول الأول عن التربية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 24 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين ولى الصالحين وناصر المستضعفين، وملاذ ومفزع المكروبين، ورجاء وأمل المكلومين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، قال الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله بينت أمري على الصدق، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم، فأعطتني أمي أربعين دينارا، وعاهدتني على الصدق، ولما وصلنا أرض همدان خرج علينا عرب، فأخذوا القافلة، فمر واحد منهم، وقال ما معك؟ قلت أربعون دينارا، فظن أني أهزأ به، فتركني، فرآني رجل آخر، فقال ما معك؟

فأخبرته، فأخذني إلى أميرهم، فسألني فأخبرته، فقال ما حملك على الصدق؟ قلت عاهدتني أمي على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها، فصاح باكيا، وقال أنت تخاف أن تخون عهد أمك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة، وقال أنا تائب لله على يديك، فقال من معه أنت كبيرنا في قطع الطريق، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعا ببركة الصدق وسببه” فاعلموا يرحمكم الله بأن الأسرة المسلمة هى المسؤول الأول عن التربية فكل هذه الوسائل وغيرها تشارك في قضية تربية الأجيال والشباب، شئنا هذا أم أبينا، لكن الحق وكل الحق، أن الأسرة المسلمة والبيت المسلم، هو القاعدة الأساس، والعمود الأوحد في هذه القضية كلها، مهما تعددت مدارس التربية، لماذا؟

لأن هذه الوسائل مهما كثر خطرها، وامتد ضررها، فبالإمكان تضييق الخناق عليها، ورد الباطل منها، وإضعاف تأثيرها، وبالإمكان إبعادها من حياتنا والاستغناء عنها إلى مرحلة تربوية صحيحة، تغرس فيها القيم، وتعلم فيها أصول الإسلام وعقائده،لقد وصلنا اليوم إلي زمان ظهرت فيه الفاحشة بكل أشكالها وألوانها إلا ما رحم الله عز وجل من عباده المتمسكين بشريعته ومتمسكين بسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، ولقد أصبحنا نرى فى كل مكان من حولنا شباب وشابات يتعاطون المخدرات والمسكرات إلا ما رحم الله من عباده ولكن لما وصلنا الى هذه الأمور، ولماذا صار بنا الحال حتى وصلنا الى أمور تفاقمت وتعدت كل الحدود ولكن يجب أن نعلم أن عقوبة الجريمة والذنب في الدنيا والآخرة.

تكون بسبب قبح الجريمة وضررها على فاعلها وعلى المجتمع، فقال الله عز وجل في سورة النحل ” الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون” وإن من الجرائم العظيمة، والكبائر المهلكة والذنوب المفسدة للفرد والمجتمع هي المخدرات والمسكرات، فما وقع أحد في شباكها إلا دمرته، ولا تعاطاها أحد إلا أفسدته بأنواع الفساد، ولا انتشرت في مجتمع إلا أحاط به الشر كله، ووقع في أنواع من البلاء، وحدثت فيه كبار الذنوب، ووقعت فيه مفاسد يعجز عن علاجها العقلاء والمصلحون، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “اجتنبوا الخمر، فإنها أم الخبائث” وقال “اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock