أخبار مصر

الدكروري يكتب عن تزكية النفس ومجاهدة ميولها

الدكروري يكتب عن تزكية النفس ومجاهدة ميولها

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 23 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، إن موضع الخلاف بين الإسلام وبين علم النفس الغربي الذي يدعو إلى إطلاق الإنسان من قيود الدين والأخلاق والتقاليد، فالإسلام يدعو إلى تزكية النفس ومجاهدة ميولها ودوافعها، ويؤكد أن فلاح الإنسان في حياته الأولى والآخرة مرهون بتلك التزكية، وقد فاز من زكى نفسه وأنماها وأعلاها بالتقوى بكل مطلوب وظفر بكل محبوب، وتطهر من الكفر بالإيمان، ومن المعاصي بالطاعة، وتصدق بقلبه ولسانه، فكان الصحابي الجليل ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه سمحا في بيعه وشرائه، سهلا في تعامله مع الناس.

وعندما ابتاع أي اشترى حائطا وهو بستان أو حديقة من رجل فساومه حتى قاومه عن الثمن الذي رضي به البائع فقال عثمان أرنا يدك، فقال الرجل لا أبيعك حتى تزدني عشرة آلاف فالتفت عثمان إلى عبد الرحمن بن عوف فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا، بائعا ومشتريا” اذهب قد زدتك العشرة آلاف لأستوجب بها الكلمة التي سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروي عن الحسن البصري أنه كان إذا اشترى شيئا أو باع وكان ثمنه كسرا اجبره لصاحبه، إذ يعتبر الإتمام من المروءة، حتى لا تهون نفس البائع أو المشتري، وهذا من حسن التعامل والسماحة اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم القائل “رحم الله امرأ سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى”

وذات يوم وقف الحسن البصري على عبد الأعلى السمسار فقال له يا عبد الأعلى، أما يبيع أحدكم الثوب لأخيه فينقص درهمين أو ثلاثة؟ فقال له عبد الأعلى لا والله، ولا دانق أي سدس درهم واحد، فقال له الحسن إن هذه الأخلاق، فما بقى من المروءة إذا؟ واشترى أحد الناس من الحسن بغلة وقال أما تحط لي شيئا يا أبا السعيد؟ فقال الحسن لك خمسون درهما أزيدك؟ قال لا، رضيت، فقال الحسن بارك الله لك، وإن من الأخلاق المفقودة في البيع والشراء هو الصدق في المعاملة بأن لا يكذب في إخباره عن نوع البضاعة ونفاستها ونحوه، عن ابن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة”

والتاجر الصدوق لا يتاجر بإيمانه وإنما يتاجر مع الله تعالى بصدقة فيبارك الله تعالى له في رزقه، فمن آداب البيع والشراء ودلائل الصدق فيه هو عدم الإكثار من الحلف، بل عدم الحلف مطلقا لأن في ذلك امتهانا لاسم الله تعالى، حيث قال الله تعالى في سورة البقرة ” ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب” متفق عليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock