أخبار مصر

الدكروري يكتب عن لا إيمان لمن لا صبر له

الدكروري يكتب عن لا إيمان لمن لا صبر له

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 11 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه ستصيبه بلوى وسيُقتل شهيدا، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال ” كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط، وهو بستان، من حيطان المدينة ثم استفتح أي استأذن، رجل أي عثمان، فقال لي ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، قال فجئت، فقلت ادخل ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبك، وهي البلية التي صار بها شهيدا” رواه البخاري، وقال ابن عثيمين ” مع بلوى تصيبه” اجتمع في حقه أي عثمان نعمة تبشيره بالجنة وبلوى.

وهذه البلوى هي ما حصل له رضي الله عنه من إختلاف الناس عليه، وخروجهم عليه، وقتلهم إياه في بيته رضي الله عنه، حيث دخلوا عليه في بيته وقتلوه وهو يقرأ القرآن، وكتاب الله بين يديه، فدخل عليه أولئك المعتدون الظالمون فقتلوه، فقُتل شهيدا وبذلك تحقق قول الرسول عليه الصلاة والسلام” ولقد وقع كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والثلاثين للهجرة، أي بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بأربع وعشرين سنة، وفي تحقق ووقوع ما ورد وثبت من أقواله صلى الله عليه وسلم في إخباره عثمان بن عفان رضي الله عنه بما سيحدث من فتنة في عهده، وما أوصاه به حينئذ، وما أخبره به من كيفية موته، معجزة من معجزاته، ودلالة واضحة من دلائل نبوته صلوات الله وسلامه عليه.

وأنه رسول من عند الله لا ينطق عن الهوى، وعجبا لك ياابن آدم عندما ولدت تغسل وتنظف وعندما تموت تغسل وتنظف وعجبا لك ياابن آدم عندما تولد لاتعلم من فرح واستبشر بك، وعندما تموت لاتعلم من بكى وحزن عليك، وعجبا لك ياابن آدم في بطن أمك كنت في مكان ضيق ومظلم وعندما تموت تكون في مكان ضيق ومظلم وعجبا لك ياابن آدم عندما ولدت تغطى بالقماش ليستروك وعندما تموت تكفن بالقماش أيضا ليستروك، وعجبا لك يا ابن آدم عندما ولدت وكبرت يسألك الناس عن شهاداتك وخبراتك وعندما تموت تسألك الملائكة عن عملك الصالح فماذا أعددت لآخرتك ؟ فاتقوا الله تعالى في السراء والضراء، فسبحانه وتعالي يقول كما في سورة البقرة ” واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون”

واعلموا أن الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد، فلا إيمان لمن لا صبر له، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر، وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف والخور، والصبر من مقامات الأنبياء والمرسلين، وحلية الأصفياء المتقين، وإن من خلال الآيات والأحاديث استنبط أهل العلم أن للصبر ثلاثة أقسام، وهو صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فأول أنواع الصبر هو الصبر على طاعة الله وهو أن يلزم الإنسان نفسه طاعة الله وعبادته ويؤديها كما أمره الله تعالى، وأن لا يتضجر منها أو يتهاون بها أو يدعها، فإن ذلك عنوان هلاكه وشقائه، ومتى علم العبد ما في القيام بطاعة الله

من الثواب هان عليه أداؤها وفعلها، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء، وأما النوع الثاني فهو الصبر عن معصية الله بأن يمنع الإنسان نفسه عن الوقوع فيما حرم الله عليه مما يتعلق بحق الله أو حقوق عباده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock