“منظمة الوحدة النقابية الإفريقية” تقيم مؤتمرها العادي الثاني عشر في الجزائر
متابعة- علاء حمدي
عقدت منظمة الوحدة النقابية الإفريقية مؤتمرها العادي الثاني عشر في المركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر، وذلك تحت عنوان “تعزيز دور النقابة لمواجهة تحول العمل والتحديات الجديدة في إفريقيا”، بمشاركة الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الرفيق جمال القادري.. وحضور وزير العمل الجزائري ممثلاً عن رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبد المجيد تبون، وفرانسيس اتولي رئيس منظمة الوحدة النقابية الافريقية، وأرزقي مزهود الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية، والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وعدد من الشخصيات النقابية العمالية ذات التاريخ النضالي المعروف، ورؤساء اتحادات منظمات عربية ودولية ورؤساء منظمات حزبية وسفراء ومدراء اقتصاديين ودبلوماسيين وأعضاء المؤتمر.
وفي كلمته ثمّن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين العمل النقابي ومساهمته في خلق الثروة، مؤكداً ضرورة فتح الحوار الاجتماعي داخل المنظمات، كما دعا إلى نصرة القضية الفلسطينية وتضامن كل النقابات الإفريقية المؤمنة بالحرية والتحرر بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
واعتبر أمين عام منظمة الوحدة الإفريقية أرزقي مزهود أن ما يجري في فلسطين المحتلة هو عار على الإنسانية، حيث يباد شعب كامل أمام مرأى العالم دون تحريك ساكن، أو إيجاد حل لوقف العدوان الهمجي على أهلنا في فلسطين المحتلة وإدخال المساعدات الإنسانية لهم، ولفت السيد أرزقي إلى أن افريقيا عاشت الظلم ولم تتعلمه في القواميس والكتب، مؤكداً أن مصالح العمال جزء لا يتجزأ من مصالح الأوطان، وهو ما يحتم ضرورة الدفاع عن مصالحهم وعن الأوطان بكل ما أوتينا من القوة.
بدوره رئيس منظمة الوحدة النقابية الإفريقية دعا للارتقاء بالعمل النقابي في كافة مستوياته، وتعزيز التعاون بين منظماته بما يضمن الحرية واستقلالية القرار، مجدداً دعم المنظمة لعمال وشعب فلسطين .
ودعا الأمين العام للاتحاد العام للعمال الفلسطينيين في الجزائر لوقف العدوان والمجازر البربرية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وفتح الممرات الآمنة لدخول المساعدات، مناشداً الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني لمراجعة مواقفها تجاهه أمام ما يحصل بحق الشعب الفلسطيني.
ونقل وزير العمل الجزائري تهاني رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية السيد عبد المجيد تبون إلى منظمة الوحدة النقابية الإفريقية بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها، مشيراً إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل سياق يتسم بتنامي دور النقابات أمام التحديات التي تطرأ على النسيج الاجتماعي والاقتصادي والبيئي وعلى هياكل وأنماط العمل، ودعا أطراف الإنتاج لاعتماد مقاربات متكاملة في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية المرتبطة بالتغيرات المناخية والبيئية من جهة وإشكالية العمل والتشغيل والاقتصاد والمجتمع من جهة أخرى.
الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الرفيق جمال القادري أشار إلى أننا نعيش اليوم حالة من انعدام التوازن على الصعيد الدولي.. حالة يُحاسب فيها الضحية ويُمجّد فيها الجلاد وتعجز منظمات المجتمع الدولي من مجلس الأمن وغيرها عن القيام بدورها، لافتاً إلى أن آلة الاجرام الصهيوني تدمر آلاف المنازل وتقتل الأطفال والنساء وكبار السن في فلسطين بدعم مفضوح من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي تتعامى عن جرائم الاحتلال في فلسطين كما تعامت عن جرائم الإرهاب الذي ضرب في أكثر من مكان من عالمنا العربي.و خاصة سورية التي واجهت حربا” ارهابية ظالمة في ظل تواطؤ غربي مكشوف ..
وأضاف القادري.. أمامنا الكثير من التحديات المشتركة يشهدها عالم العمل اليوم.. من تحدي التنمية والتخلص من الفقر والتحول الرقمي والذكاء الصناعي وغيرها، داعياً الجميع إلى التكاتف والتعاون في جبهة واحدة تقف بوجه تسييس عمل منظمات الأمم المتحدة ومنها منظمة العمل الدولية، ومنع استهداف دول معينة لأجندات سياسية، ومواجهة الإرهاب، الذي صنعته الليبرالية الحديثة التي تحكم الغرب.
وتوجه القادري بالتحية إلى القيادة والشعب الجزائري الذي ألهم أحرار العالم لكيفية التخلص من نير الاحتلال والاستعمار بثورة المليون شهيد، منوها” بالمواقف المتقدمة التي وقفتها الجزائر قيادة وعمالا وشعبا لدعم سورية في الحرب الظالمة التي واجهتها ولا تزال ومؤكداً أن العمال العرب والأفارقة يتشاركون المصير والأهداف في بناء عالمٍ خالٍ من الظلم والاضطهاد .. عالم تسوده العدالة والمحبة وشرعة حقوق الإنسان ..عالم لا محتل فيه ولا احتلال …
وفي نهاية أعمال المؤتمر تم انتخاب قيادة جديدة لمنظمة الوحدة النقابية الافريقية بينها فرانسيس اتولي رئيساً للمنظمة وأرزقي مزهود أميناً عاماً لأربع سنوات قادمة.
كما التقى الرفيق القادري مع أعمر تاقجوت الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، حيث أكد الطرفان على عمق العلاقة التي تجمع سورية والجزائر، والتاريخ النضالي لكلا الشعبين في مقاومة الاحتلال والوقوف بوجه القوى الإستعمارية والامبريالية التي تتربص بوطننا العربي، مجددين دعوتهم المجتمع الدولي وأحرار العالم للضغط على الأنظمة الغربية والولايات المتحدة الأمريكية لوقف العدوان الهمجي الذي يشنه الكيان الصهيوني على أهلنا في فلسطين..ورفع الحصار الظالم المفروض على الشعب السوري وإنهاء الاحتلالات الاجنبية اللاشرعية الجاثمة على جزء من ترابها الوطني..
وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون ومسيرة العمل النقابي في البلدين، وسبل تدعيم العلاقات العمالية وتنسيق المواقف النقابية، مؤكدين أهمية العمل العربي النقابي المشترك تحت مظلة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والتضامن في وجه التحديات، وتوحيد الجهود للنهوض بواقع العمل النقابي بما يحقق مصالح العمال العرب ويحفظ الحقوق العربية.
وشارك القادري في الندوة القومية حول “دور الحوار الاجتماعي في دعم استقرار المؤسسات وإرساء السلم الاجتماعي” التي عقدتها منظمة العمل العربية تحت رعاية وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الجزائري، حيث ناقشت الندوة أشكال ومستويات الحوار الاجتماعي المستحدثة في البلدان العربية، ودور منظمات الشركاء الاجتماعيين في دعم وإرشاد أصحاب العمل والعمال لمواجهة آثار الأزمات والتخفيف منها، ودور منظمة العمل العربية في تعزيز الحوار الاجتماعي، كما تطرق النقاش إلى دور الحوار الاجتماعي في توسيع مظلة الحماية الاجتماعية في القطاع غير المنظم، وأهميته في الحفاظ على استقرار أسواق العمل.
حضر الندوة كل من المستشار إسلام سناء نيابة عن معالي المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري، والسيد عمار قمري المفتش العام للعمل في وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بالجزائر، والسيد حبيب زعاف القائم بأعمال مدير المعهد العربي للثقافة العمالية بالجزائر.
زر الذهاب إلى الأعلى