المشاعر السلبية وطرق التعافي
بقلم: دكتور شيرين عاطف
خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية
في الحقيقية التعامل مع المشاعر السلبية عملية معقدة ويحتاج إلى بعض المهارات، وهذا ما يُفسر لنا صعوبة التأقلم عندما تواجهنا هذه المشاعر، لذا دعوني أوضح لكم أولاً ماهية المشاعر السلبية.
هي ذلك الشعور الذي يتميز بالنشاط العقلي الشديد بدرجة مٌعينة من المعاناة والتعاسة والحزن، وبالتالي يؤدي هذا الشعور إلي حدوث تغيرات جسدية ونفسية تؤثر على سلوكيات الشخص وردود أفعاله… يمكن لهذه المشاعر السلبية أن تجعلك تكره ذاتك والآخرين، وتقلل من ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك، ورضاك عن الحياة بشكل عام، حيث تقلل المشاعر السلبية من حماسنا تجاه الحياة، ويعتمد ذلك على طريقة تعبيرنا عن هذه المشاعر والمدة التي نسمح لها بالتأثير علينا.
والسؤال الآن، ما هذه المشاعر التي يمكن ان تُصبح سلبية؟ هي الكراهية، الغضب، الحقد، الغيرة، الحزن، القلق، الخوف، الشعور بالذنب، اللامبالاة واليأس، ومع ذلك فإنك ستواجه طيلة حياتك مجموعة كاملة من المشاعر، وذلك بالطبع استجابة للمواقف المتغيرة التي يمكن أن تمر بها، ولكن هذه المشاعر طبيعية تماماً وليس لها أي تأثير سلبي إذا تم التعامل معها والتعبير عنها بشكل صحيح… لأنه لا يوجد شعور بلا هدف، فمثلاً عندما تشعر بالخوف من مواجهة حيوان مفترس، هذا الخوف يكون طبيعي لحمايتك من الاقتراب من هذا الحيوان، أي أن الله عزّ وجلٌ وضع بداخلنا هذه المشاعر لحمايتنا، ولذا فعندما نبدأ في فهم واستكشاف الغرض من كل شعور، فإننا نتعلم طرقاً جديدة للاستجابة، والتي تُدعِم نمونا العاطفي وشعورنا بالرفاهية، والهدوء والراحة النفسية… فالمشاعر هي ردود أفعال معقدة تنطوي على العديد من العمليات البيلوچية والفسيولوچية داخل أجسامنا… يستجيب دماغنا لأفكارنا عن طريق إفراز الهرمونات والمواد الكيميائية التي تجعلنا في حالة من اليقظة… كل المشاعر تأتي بهذه الطريقة سواء كانت سلبية أم إيجابية.
دمتم واعيين وبصحة وإيجابية.
زر الذهاب إلى الأعلى