أخبار مصر

الدكروري يكتب عن مرتبة الإيمان والإسلام

الدكروري يكتب عن مرتبة الإيمان والإسلام

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن أهل القسط والعدل يوم القيامة في مقام رفيع، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُوا ” رواه مسلم، وإن المؤذنين هم أطول الناس أعناقا في ذلك اليوم فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة ” رواه مسلم، وطول العنق جمال وحسن، والمؤذن يشهد له في ذلك اليوم كل شيء سمع صوته في الدنيا.

حيث روى البخاري في صحيحه أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال لعبد الرحمن بن صعصعة ” إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأنت في الصلاة فارفع بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة” ويأتي المصلون المتوضئون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ” رواه البخاري، والمراد النور الكائن في وجوه أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الغرة وذلك التحجيل تكون للمؤمن حلية يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء” رواه مسلم.

وهي مزية لهذه الأمة المحمدية دون غيرها، فهذه هي الحال التي يأتي عليها المتوضئون، فطوبى لمن جاء ذلك اليوم، والنور في وجهه، وهكذا يأتي أهل الإيمان وجوههم بيضاء مستنيرة ومسفرة قيل مشرقة، وقيل مضيئة، وقيل مستنيرة، وكلها معاني متقاربة، ولنعلم جميعا بأن الإيمان مرتبة أعلى من الإسلام، لأنه أمكن في النفس، وأثبت للجنان، فالإيمان الذي يلامس بشاشة القلب، ليبعث الاطمئنان فيها، حيث يوجد مجتمعا مثاليا، في نظامه وتسييره للحياة، وأفرادا متميزين في أعمالهم وتصرفاتهم، واهتمامهم بغيرهم، ويراقبون الله في كل عمل، ويخشونه ويخافون عقابه، فتطمئن قلوبهم، ويطمئنوا غيرهم، وهذا الإيمان الذي جاءهم هو منّة من الله، ونعمة كبيرة، لا يحس بدورها إلا من ذاق طعمها.

لأن لها تأثيرا في تخفيف المصاب، وتحمّل الصعاب، والتبصر في الأمور، والصير على كل نازلة، والرضى بقدر الله، والإنفاق في سبيله والطمع في جنته، والخوف من عقابه، والتعلق به في كل أمر، لأن له سبحانه الحكمة ويفعل ما يريد، وحقيقة هذا الإيمان هو الاستجابة لأمر الله طاعة لله، واستجابة لرسوله، وطاعة لولاة الأمور الذين سلمهم الله أمر قيادة الأمة، والنصح لهم، ما أطاعوا الله فينا، ولم يأمروا بمعصية تخالف شرع الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock