الدكروري يكتب عن أعظم ما يمزق الصف الإسلامي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 23 نوفمبر
الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، أما بعد إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بطاعته وطاعة نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع في كتابه الكريم فقال جل وعلا ” وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ” وجعل طاعته وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم فرضا مؤكدا فقال ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” ونبه سبحانه إلى أن كمال الانقياد لا يكون إلا بالطاعة والتنفيذ والتسليم له عليه الصلاة والسلام فقال ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ” وعلق سبحانه وعلا الفوز العظيم لمن أطاعه وأطاع رسوله صلى الله عليه وسلم.
فقال ” ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ” وأكد أن حصول الرحمة متحققة فيمن أطاعه وأطاع رسوله عليه الصلاة والسلام فقال ” وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ” وحث سبحانه على أهمية الاستجابة لله ورسوله فقال ” يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ” ورهب وخوف من معصيته ومعصية نبيه صلى الله عليه وسلم فقال ” ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ” وحكم سبحانه بالضلال المبين على من خالف أمره وعصاه فقال ” ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ” وتوعده بالفتنة وزيغ القلب فقال ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ” واعلموا يرحمكم الله بأن أعظم ما يمزق الصف الإسلامي من داخله.
ويشرخ في وحدته في عصرنا هذا، هو حين يتكلم من رأى أمة الإسلام في ركب المتخلفين، وذيل الأمم، فأصبح يلفق بين الإسلام وبين ما يسمى بالحضارة الغربية ويقدم للعالم أجمع إسلاما مقصّصا قد تخلى بنزعة غربية، ولهجة استرضائية للغرب الكافر الذي لا يعرف للإسلام طريقا ولم يقم له وزنا وقدرا، وكل ذلك بسبب ضغط الواقع، معبرين عنه بالإسلام المستنير، فتلك هي ثقافة الضرار، ومنهجية التلبيس التي صيرت عالمنا الإسلامي المتزلف الأول للكفار، والتي يجب أن يجند دعاة الإسلام وعلمائه في كل مكان للرد عليها، وكشف شبهها، لعل الله سبحانه وتعالي أن يهدي أصحابها ومن تأثر بفكرهم ويردهم إلى سواء السبيل، وإن الحضارة هي جملة مظاهر الرقى العلمي والفني والأدبي والاجتماعي، في مجتمع من المجتمعات.
أو في مجتمعات متشابهة، فهي مرحلة سامية من مراحل التطور الإنساني، وكانت فترة ظهور الإسلام هي الفترة التي أعادت صياغة الإنسان في الجزيرة العربية، وأرست لبنات حضارة جديدة أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، ووضعت الأساس لبناء الإنسان في الإسلام، وكان الوحى هو الذى يعيد صياغة الفرد في معتقداته وأفكاره، ويزكيه، وينشئ الروابط، ويؤسس الصرح الذى يقوم عليه بناء الأمة، ومن أبرز الأسس التي قامت عليها الحضارة الاسلامية، هو عقيدة التوحيد، حيث أرسى الإسلام مفهوما للتوحيد عندما خاطب مشركي مكة ذاكرا لهم إنه لا يكفي ما هم عليه من توحيد الربوبية، أي الإقرار بأن الله هو رب كل شيء وخالق كل شيء، بل لابد أن يقترن هذا الإقرار بالتوجه بالعبادة لله وحده لا شريك له من مخلوقات الله.
وقد ترتب على هذا الاقرار آثار ايجابية في بناء المسلمين، لأن الناس عندما يقبلون على الخضوع لله وحده فإنهم سيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويجاهدون في سبيله لإرساء قيم الحق والعدل والمساواة والكرامة والعلم النافع، وكذلك العدل، وقد ركزت نصوص القرآن والسنة على قضية العدل، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم “إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا”
زر الذهاب إلى الأعلى