أخبار مصر

الدكروري يكتب عن أصول للدين في العقيدة والتوحيد

الدكروري يكتب عن أصول للدين في العقيدة والتوحيد

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إن هناك أصول للدين في العقيدة والتوحيد، وهناك أصول للفقه، وهناك أصول للحديث في مصطلح الحديث، وهناك أصول للتفسير في قواعد التفسير، ولا بد من إتقانها والإلمام بها لإحكام عملية الطلب، إتقانه شيئا فشيئا وأخذه يكون بالبدء بكباره قبل صغاره، والأسس والقواعد قبل الفروع، ومن رام العلم جملة ذهب عنه جملة، والتأصيل والتأسيس، والعناية بالمختصرات، حفظا وضبطا وفهما وشرحا، مثل القراءة على شيخ متقن، وعدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل ضبط الأصول، فعن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال.

حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن، كعثمان بن عفان وعبد الله ابن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا فإن العلماء الربانيون يتميزون بالحفظ والإتقان، وقال أبو عيسى الترمذي في سننه إنما تفاضل أهل العلم بالحفظ والإتقان، وقال ابن عبد البر” أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر وهو الأحاديث والسنن المرويات، والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز وهو التمييز بين الصحيح والضعيف والفهم، وقال الذهبي شاكيا حال زمانه وأما اليوم فقد اتسع الخرق.

وقلّ تحصيل العلم من أفواه الرجال، بل ومن الكتب غير المغلوطة، وبعض النقلة للمسائل قد لا يحسن أن يتهجّى، وإن من علامة محبة العبد لله ولرسوله أن يحب من يحبهم الله ورسوله من الأشخاص وأن يحب كل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال حتى لو جرى منه تقصير في شيء منها، فالواجب علينا أن نحب الإحسان والمحسنين وإن كنا لسنا منهم ونحب التقوى والمتقين ونحب التوبة والتوابين، ونحب الطهارة والمتطهرين، ونحب المتمسكين بهدي القرآن والسنة، أما في قضية حفظ القرآن فإن الإتقان مهم جدا والإتقان هو المهارة، فهذا الذي يقرأ دون توقف، متقن للحروف، وعارف بالوقوف، مجود على القواعد، ولقد حرص المسلمون على إتقان تجويد كتاب الله تعالى، وإخراج كل صوت من مخرجه.

ولما كان بعض الحروف فيها تقارب في المخرج ضبطوها، وبينوا صفاتها، وحفظوها من الطغيان والتطفيف فلم يهملوا تحريكا ولا تسكينا ولا تفخيما ولا ترقيقا وضبطوا مقادير المدات في التجويد، وتفاوت الإمالات، وميزوا بين الحروف والصفات، ولذلك صار في علم القرآن وقراءة القرآن مجال عظيم للإتقان، وفيه تفاوت كبير وصار هنالك دقة رواية، وسلامة ضبط وجودة الأداء، وأما مسألة جمع القرآن فقد كان الإتقان فيه عجبا، فقد أسندت المهمة إلى رجل شاب عاقل وقيل له لا نتهمك كما قال أبو بكر رضي الله عنه لزيد بن ثابت رضي الله عنه، من كتبة الوحي، فتتبع القرآن فاجمعه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock