أدب وشعر

. فُقَّاعات الوَسَط الأدَبي

. فُقَّاعات الوَسَط الأدَبي

. فُقَّاعات الوَسَط الأدَبي
 
بقلم ،، الشاعر وليد العشرى 
     
الوَسَطُ الأدَبيِّ وَسَطٌ جاذبٌ للسكَّان .. فَمَن يحضر ندوةً وهو ليسَ بشاعرٍ يُحب الحضورَ مرارا .. فالكلمةُ ساحرةٌ والجَمعُ فسيحٌ والأنغام من شأنها أن تجذبَ الجَميع .. وإلی هنا فالأمرُ جميل .. 
أمَّا الخطورة أن يتحوَّل ذلك المحب للشعراء والأدباء والفنَّانين .. إلی أن يُمَارس هذه الفنون وهو ليس مؤهلاً أدبيا وفنيا وأخلاقيا .. فيكتب كلاما ركيكاً .. فيصفق له بعض أصدقائه الغير مؤهلين لنقد هذا الفن أو ذاك .. فيصفونه بالشاعر
..
ومن هنا تكمنُ الخطورة الحقيقيَّة .. لأن هذا الشخص بدخوله مجال ليسَ مؤهلاً له .. فإنَّهُ يبحثُ عن حيثيَّةٍ بين الناس .. فقيمة الشاعرِ أعلی .. شيئًا فشيئًا يصفُ نفسَه بالشاعرِ أو الفنان .. ويعّدل اسمه علی صفحات التواصل الاجتماعي بالشاعر فُلان .. او الأديب علَّان ونَرَی من يجهل الشِّعرَ والأدَبَ قد يصفه بالشاعر أو الفنان الكَبير ويمتدح هذه التفاهات المكتوبة .. وَيُثني علی الركاكة فيصفها إبداعا ..
من هنا تأتي الخطورة الحقيقيَّة .. لأننا قد نُنشیء جيلاً في اعتقاده أن هذا هو الشِّعر .. فيندرجُ منحنی التذوق الأدبي إلی الأسفل .. لذا كثيرٌ من الناس أصبحوا لا يحبوا الشِّعرَ ولا يعترفوا أصلاً أنه مازال ثَمَّة شعراء .. وأن الشعراءَ الحقيقيين ماتوا .. ولم يَتَبَقَّ إلآ أشباه الشعراء .. ذلك لما يرونه من ابتذال وتفاهة وأساليب وأشكال لا تمُتُّ للشعرِ بصِلَة .. ولما يرونه من أخلاقيات متَدَنّيَة .. من خلال هذه الفُقَّاعات في الوسَط الأدبيّ ..
التی لا تحمل أخلاقَ النُبَلاء .. فليس هناك شاعرٌ غير نبيل وغير خَلُوقٍ وغير مهذب .. وليس هناكَ شاعر يفجر في خصومتِه .. 
وأنا أرَی أنَّ من يُطلِقُ علی نفسِه شاعرًا وهو ليسَ بشاعر .. يُحاكَمُ بجريمة انتحال صفة الغير .. كالنصَّاب .. والمزَوِّر .. بل هو أشدُّ خطراً حيث أن جريمتَه تُصيب المشاعرَ والأرواحَ والشِّعرَ والأدَبَ والثقافةَ والذوقَ العامِ   
             بالمَوتِ المُحَقّق .. 
#سيحاسبنا_الله_على_ما_نكتب
    #احترموا_الشعر
           الشاعر وليد العشري 
       عضو اتحاد كتاب مصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock