أخبار مصر

الدكروري يكتب عن رعاية الحقوق في الإسلام 

الدكروري يكتب عن رعاية الحقوق في الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم الجمعه 20 اكتوبر

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم القائل عن نفسه ” يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة” صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن الإسلام دين يدعو إلى الرفق والرحمة حتى بمن أذنب وأخطأ فارحم أخاك ولو كان مذنبا، ارحمه بستره، بإرشاده، بتعليمه، بنصحه، بمنعه من الذنب، وكما هو دين يدعو إلى التيسير على الناس في أمور دينهم، ففي أمر الصلاة عاتب النبي صلى الله عليه وسلم صاحبَه معاذ بن جبل، عندما أطال صلاة العشاء، رحمة بذاك المزارع الذي خشي على زراعته فانسحب من الصلاة خلف معاذ، بعد أن ابتدأها معه.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغضب ممن يشق على الناس في صلاتهم، وفي قيام الليل نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحَمِّل المرء نفسه أكثر من طاقته، بل لقد بلغ من رحمته صلى الله عليه وسلم أنه كان يترك العمل وهو يحبه مخافة أن يفرض على أمته، وفي الحج يسر أفعال الحج رحمة بأمته، وأذن النبي صلى الله عليه وسلم لمن لا يقوى على المشي أن يركب ولا يشق على نفسه، وكما أن من مظاهر الرحمة في هذا الدين أنه دين حرم إذاية الآخرين في دينهم أو في أبدانهم أو في أموالهم أو في أعراضهم أو في مصالحهم، فالمسلم الرحيم هو من يكف شره، ولا يؤذي غيره، فمن أراد أن يكون خير الناس فليرحم الناس، وليحسن إليهم، وليكف أذاه عنهم، فأين الرحمة ممن يحمل في قلبه حقدا وحسدا وبغضا لإخوانه؟

وأين الرحمة ممن يؤذي الناس في بيعهم وشرائهم؟ وأين الرحمة ممن يحقر الناس ويزدريهم ويسخر منهم؟ وأين الرحمة ممن يؤذي المسلمين في أموالهم بالسلب والنهب والغش والخديعة؟ وأين الرحمة ممن يؤذي المسلمين في دمائهم وأنفسهم بالاعتداء والقتل وسفك الدماء؟ وأين الرحمة ممن يؤذي الناس في أعراضهم بانتهاكها والخوض فيها بالباطل؟ وهي أمور حرمها الإسلام واعتبرها من المنكرات والموبقات، ولقد اهتم الإسلام بالجانب الحقوقي للأفراد، وجعل ذلك من مقومات العلاقات الإنسانية الصحيحة، وجعل استقرار المجتمعات منوطا بهذا الجانب، فرعاية الحقوق في الإسلام تعني تنظيم الإسلام لحقوق الأفراد وتعريفهم بها، وتقديره واهتمامه ورعايته لها، وإيجاد السبل المناسبة لحصولهم عليها، ولرعاية الحقوق في الإسلام مظاهر وأشكال.

ويترتب عليها، نتائج وآثار تنعكس على الفرد والمجتمع والأمة بشكل عام، فمن صور احترام المجتمع عدم إيذاء شعور الآخرين، ومن ذلك أيضا عدم الغيبة، والبهتان، فالغيبة أن تقول ما فيه دون علمه، والبهتان أن تقول ما ليس فيه، والإفك أن تقول ما بلغك، وكذلك البعد عن النميمة وهي نقل الحديث من جماعة إلى أخرى على وجه الإفساد والشر، لذلك تعد النميمة محرمة، وهي من كبائر الذنوب، وتكمن الحكمة من تحريم النميمة، في تجنب كافة ما تجره من عداوة وبغضاء بين الناس، والتي قد تصل إلى إزهاق الأرواح، وعدم التكبر على الآخرين، أو احتقارهم، وإن من حقوق المسلم على المسلم رد تحية السلام عليه، والرد على تحيته، وإجابة دعوته، وأيضا زيارته إذا مرض، والمشي في جنازته إذا مات، وتشميته إذا عطس فحمد الله، ونصيحته إذا طلب النصح، وإبرار قسمه إذا أقسم عليك، ونصره إذا ظلم، وكنت قادرا على ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock