أخبار مصر

الدكروري يكتب عن ثمرة قوة الإيمان وسلامة العقيدة

الدكروري يكتب عن ثمرة قوة الإيمان وسلامة العقيدة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال ” اذهب فاصبر ” فأتاه مرتين أو ثلاثًا فقال ” اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه، فعل الله به وفعل، فجاء إليه جاره فقال له ارجع، لا ترى شيئا تكرهه، وأوصى النبي صلي الله عليه وسلم النساء ” يا نساء المؤمنات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسنشاة” والفرسن هو العظم قليل اللحم، والمقصود بالفرسن في الحديث حافر الشاة.

ومعنى الحديث لا تحقرن جارة أن تهدي إلى جارتها شيئا ولو أن تهدي لها ما لا ينتفع به في الغالب، وبالجملة فالحديث يستفاد منه فائدتان وهو ألا تحقر المرأة شيئا تهديه لجارتها ولو قلّ، وألا تحتقر المرأة المُهدى إليها شيئا ولو كان قليلا أو حقيرا، وإنما خصّ النساء بالنهي لأمور منها أن النساء يكثر منهن احتقار الهدية التي تهدى إليهن، ولأن النساء أكثر اتصالا بالجيران من الرجال بحكم المكث في البيوت، ولأن النساء أساس المودة أو البغضاء بين البيوت، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله، أما بعد إن الأمن من الكوارث لا يكون إلا بقوة الإيمان وسلامة العقيدة ومراقبة الله دائما، فالمؤمن يدرك من نصوص كتاب الله، وهدي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن الكوارث تساق للعبرة والعظة، وتنبيه الغافلين، ومعاقبة العاصين المعاندين.

وأن الخير الذي ينزل على النفوس ماهو إلا من عند الله، أما الشر فمما كسبت أيدي الناس، فقال الله تعالى “ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك” وأن المؤمن هو الذي يتعظ ويرتبط بالله، أما غيره فتمر عليه الأحداث كما تمر على الجمادات بل إن من الجمادات ما يحس ويخاف فقال تعالى “وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون” وفرق بين المؤمن وغيره، بأن المؤمن يتحمل ما ينزل به في نفسه أو ماله أو ولده، أو ما يحيط به بصبر وطمأنينة ورضا، فيؤجر على ذلك، أما غيره فيتسخط ويجزع، فلا يدفع عنه ذلك شيئا، وإنما يزداد مع وقوع النازلة، ألما نفسيا، فيسخط ربه، ويبطل عمله، وتبقى نازلته عليه، ويقول صلى الله عليه وسلم “أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل” ويقول صلى الله عليه وسلم.

“لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس عليه ذنب” ولذا قيل المؤمن مبتلى، ليكون في ذلك محك لإيمانة، وميزان لدرجة صبره واطمئنان قلبه، ومكر الله وعقابه، وغيرته سبحانه على نعمه، تكون دائما نصب عيني المؤمن، فهو يخشى ويخاف على نفسه أولا، وهل هو من المقبولين أم لا؟ وقيل يعيش المؤمن بين مخافتين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه” فهو يخشى من عقابه، ويخاف من مكره سبحانه ونقمته، حيث قال تعالى “أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون” وخوف من نقمة عامة تصيب الجميع بعمل البعض، وما سياق ما حصل للأمم السابقة التي عاندت شرع الله، وكذبت كتبه، ولم تؤمن برسله إلا عبر وعظات للقلوب المؤمنة.

لتدرك أن الراحة والاطمئنان في أمور الحياة وبعد الممات في طاعة الله، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من شرع من عند الله عز وجل، لكن من هو هذا المؤمن الذي تساق له التوجيهات، ويبلغ بالأوامر؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock