مقالات

الدكروري يكتب عن دفن القدرات والمواهب

الدكروري يكتب عن دفن القدرات والمواهب

الدكروري يكتب عن دفن القدرات والمواهب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إن العبادات الشرعية مبنية على التوفيق والاتباع، لا على الاستحسان
inbound877265459031510351
والابتداع، فكل عبادة لم يتعبدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، فلا تتعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقالا فيها يتعلق بشؤون القرب الدينية، والبدعة الحسنة إنما تكون في العادات لا العبادات، لقد علمنا أن هؤلاء الذين يحتفلون بالمولد وينفقون الكثير في سبيله، أن قصدهم محبة الرسول وتعظيمه بإحياء ذكرى مولده كل عام، فهذا هو الظاهر من أمرهم، غير أنه يجب أن نعلم بأن حسن المقاصد لا يبيح فعل البدع وأن المحبة الطبيعية لا تغني عن المحبة الدينية شيئا.
فهذا أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب رسول الله أشد الحب، وقد تربى رسول الله في حجره وبالغ في حمايته ونصرته، وشهد بصدق نبوته، لكنه لما لم يطع رسول الله في أمره ولم يجتنب نهيه ولم يتبعه على دينه، مات على كفره ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يستغفر له، وأنزل الله في التعزية والتسلية عن عدم إسلامه قوله تعالى ” إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين” ولما ادعى أناس محبة الله ورسوله، أنزل الله عليهم آية المحبة فقال تعالي ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ” فكل من ادعى محبة الله ورسوله ولم يوافقه في أمره ولم ينته عن نهيه فدعواه باطلة، وإن العامل الأساسي في قيام الحضارات والفتوحات وبناء الدولة الإسلامية في العصور والقرون الأولى. 
هو الأخلاق، يوم أن كان الفرد يحب لأخيه ما يحبه لنفسه يوم أن كان الفرد يؤثر غيره على نفسه، يوم أن كان العدل سائدا في ربوع المعمورة يوم أن كانت المساواة في كل شئون الحياة تشمل جميع الطبقات، يوم أن قدمت الكفاءات والقدرات والمواهب، وغيره الكثير والكثير، فإننا في حاجة إلى أن نقف وقفة مع أنفسنا وأولادنا وأهلينا في غرس مكارم الأخلاق والتحلي بها فنحن نحتاج إلى نولد من جديد بالأخلاق الفاضلة، نحتاج إلى نغير ما في أنفسنا من غل وحقد وكره وبخل وشح وظلم وقهر ودفن للقدرات والمواهب إلى حب وتعاون وإيثار وعدل ومساواة ورفع الكفاءات إذا كنا نريد حضارة ومجتمع وبناء دولة، فهل لذلك أذن واعية ؟ فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، وعمل ما هو ممكن الآن، فعلينا أن نفترض دائما أننا لم نصل إلى القاع بعد.
وأن الأسوأ ربما يكون في الطريق، فذلك يجعل الإنسان ينتهز الفرص ولا ينشغل بالأبواب التي أغلقت، ويجب أن تعتقد أن التحسن قد يطرأ على أحوالنا لكننا لا ندري متى سيكون، ولا يعنى ذلك أن ننتظر حنى تتحسن ظروفنا بل ليكن شعارنا دائما هو “باشر ما هو ممكن الآن” وأما عن مصطلح اللاوعى، وهو العقل الباطن، أن اللاوعى مصطلح في علم النفس لوصف العمليات العقلية والأفكار والتصورات والمشاعر التي تدور في عقول الناس دون إدراك منهم، فمن أطلق العقل الباطن وأراد به هذه الأمور، فلا حرج عليه في ذلك، ولا يلحقه ذم ولا تثريب، من هذا الوجه، بشرط أن تكون تطبيقاته العملية مقبولة، مما يشهد لها العقل والتجربة بالصحة والقبول، وتتوافق مع أصول الشرع.
أو على أقل تقدير لا تصادمها، ولا تخرج عن شيء من التصورات والأحكام الشرعية، وقد جرى استعمال هذا المصطلح على ألسنة كثير من الكتاب والمفكرين والمصنفين الإسلاميين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock