الدكروري يكتب عن حق المواطن على وطنه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الذي كانت زوجاته صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين، حيث قال ابن القيم “ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم توفي عن تسع” وأسماؤهن السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، والسيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب، والسيدة سودة بنت زمعة، والسيدة زينب بنت جحش، والسيدة أم سلمة هند بنت
أبي أمية، والسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، والسيدة ميمونة بنت الحارث، والسيدة جويرية بنت الحارث، والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنهن جميعا، وكان من أولاده صلى الله عليه وسلم الذكور ثلاثة وهم القاسم، وعبد الله، وإبراهيم وقد ماتوا صغارا ولم يتجاوزوا السنتين بالاتفاق.
وكان من أولادة صلى الله عليه وسلم الإناث أربع وهن زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة وقد أدركن البعثة، ودخلن في الإسلام، وهاجرن مع النبي صلى الله عليه وسلم ومات كل أولاده قبله إلا السيدة فاطمة فإنها ماتت بعده صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن من حق المواطن على وطنه أن يجد لقمة العيش النظيفة والمهنة الشريفة والعناية الصحية والاجتماعية وان تحقق له الفرص بكل عدالة ومساواة وأن يتم سيادة مبادي الشفافية بكل صدق، وان يكون العمل والعطاء والوفاء لمقدار ما يقدمة المواطن لوطنة لا أن تكون مبادي المحسوبية والواسطة هي المقياس فالجميع شركاء في حب الوطن.
ويجب أن تكون مكتسبات الوطن متاحة للجميع، بحرية وعدالة، وكما أن من حق الوطن علينا أن نخاف عليه وأن نفديه بكل غالي ونفيس وأن نحميه بأرواحنا وأقلامنا، وأن نفوّت على المتربصين بنا وبوطننا أي فرصة تمكنهم من المساس بأمنه ومقدراته وحقوق مواطنيه، وأن نتصدى بحزم وقوة لمحاولات إيذائه أو النيل منه، وألا نسمح لأي كائن أن ينشر الفوضى على امتداد أرضه أو أن يتعدى على حدود مائه وسمائه، ومن حق الوطن علينا أيضا أن نقف في سبيل عزته وكبريائه دروعا بشرية للذود عنه ونحميه من أي عدو يحاول أن يعبث في مقدراته ومنجزاته أو حاقد لا يسره أن يرى هذا الوطن بما هو عليه اليوم من التقدم والشموخ والرقي، ومن أي شخص يتعالى أو ينصب نفسه وصيا علينا في تحديد مسار حياتنا.
ويحاول إجبارنا على محاكاته وتقليده بما نختلف وينبغي أن نختلف معه عليه، لا شك أن استغلال ما تمر به العلاقات الدولية الآن من أزمات اقتصادية وإستثمار وحالة عدم الاستقرار في المنطقة والإستفادة من المساحة المعطاة لنا للتعبير الحر أو إيذاء الوطن بإسم الرغبة في الإصلاح إنما هو سلوك غير مقبول وغير مبرر ويرفضه الجميع لأنه تصرف يضر بالوطن ويقوض أمنه واستقراره وبالتالي يلحق بنا أفدح الأضرار فيما يفيد المتربصين بنا ويحقق أمانيهم وأهدافهم المعلنة وغير المعلنة، وهكذا فإن الوطن هو الأمن والأمان وهو الاستقرار والأساس الذي يحيا لأجله الإنسان لأنه الكيان الذي يحتويه، ولذلك يعتبر حب الوطن من الإيمان بوجوده، فحبه شيء نابع من القلب والوجدان، وهو شيء لا يمكن تزييفه أو ادعاءه لأنه يأتي بالفطرة السليمة، فكل إنسان وحيوان وطائر يحن لوطنه مهما حل أو ارتحل.
زر الذهاب إلى الأعلى