أخبار مصر

الدكروري يكتب عن ثمار المحبة بين أفراد الأمة

الدكروري يكتب عن ثمار المحبة بين أفراد الأمة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم الثلاثاء 24 أكتوبر ٢٠٢٣ م

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على طريقه ومنهاجه، وعلى التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين، فهو صلى الله عليه وسلم القائل ” استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلنا الأعلى في التعامل مع زوجاته فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف مشاعرها واحاسيسها وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها “اني لأعلم اذا كنت عني راضية واذا كنت عني غضبى، أما اذا كنت عني راضية فانك تقولين لا ورب محمد، واذا كنت عني غضبى قلت لا ورب ابراهيم؟” رواه مسلم.

وكان صلي الله عليه وسلم يقدر غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها، فتقول السيدة أم سلمة رضي الله عنها أتيت بطعام في صحفة لي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فقال من الذي جاء بالطعام؟ فقالوا أم سلمة، فجاءت السيدة عائشة رضي الله عنها بحجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال صلي الله عليه وسلم كلوا، يعنى أصحابه، كلوا غارت أمكم غارت أمكم، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة السيدة عائشة رضي الله عنها فبعث بها الى السيدة أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة رضي الله عنها، وهو صلى الله عليه وسلم القائل ” إن لله عبادا اختصهم لقضاء حوائج الناس آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامه خلوا مع الله يحدثهم ويحدثونه والناس فى الحساب”

وقال صلى الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان فى حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَن فرّج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة ” رواه البخارى ومسلم، وإن من أهم مجالات التنمية هى التنمية الاجتماعية، وتتلخص في بث روح التعاون والإخاء والمحبة بين أفراد المجتمع ليصبح المجتمع كله جسدا واحدا يتألم جميع أعضائه لألمه ويسعد بسعادته، فعن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضورا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي موسى الأشعرى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، ثم شبك بين أصابعه” رواه البخارى ومسلم.

وهنا تصوير بلاغى للمجتمع، صوره لنا النبى الكريم صلى الله عليه وسلم حيث شبه الأفراد بالطوب اللبن فى الجدار، وشبه المادة التي تمسك اللبن وتشد بعضه بعضا، وهي “الأسمنت المخلوط بالرمل المونة” وذلك بالعلاقات التي بين أفراد المجتمع، فإذا فسدت المادة التي تمسك البنيان وتشده فلا شك أن مصيره إلى زوال وانهيار وهدم وكذلك العلاقات الإنسانية والأخلاقية، بين أفراد المجتمع إذا فسدت فإن المجتمع مصيره كذلك إلى زوال وانهيار وهدم، وإن التنمية الاجتماعية لن تتحقق إلى بنشر المحبة الصافية الخالية من الشوائب النائية عن كل مصلحة أو حاجة، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” أن رجلا زار أخا له فى قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال أين تريد؟ قال أريد أخا لى فى هذه القرية؟

قال هل لك عليه من نعمه تربها؟ قال لا، غير أنى أحبتته فى الله عز وجل، قال فإنى رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحبتته فيه” رواه مسلم، وقد قال الإمام النووى في هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى، وأنها سبب لحب الله تعالى العبد ، وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب، ومن مقومات التنمية الشاملة التنمية الاقتصادية فالاقتصاد هو أحد مؤشرات التقدم لذا كان الاهتمام بالشأن الاقتصادى، من اجل حياة كريمة، فالإسلام يقوم على مبادئ إنسانية وأسس أخلاقية وضوابط شرعية تغرس في نفوس أتباعه الحرص على مزاولته مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock