الدكروري يكتب عن الطريق المؤدي الى الجنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، الذي كان صلى الله عليه وسلم يتخير من الدعاء أجمعه وذلك كما جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك ” رواه أبو داود، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “كان أكثر دعوة يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” متفق عليه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه” رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
“والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ” رواه البخاري، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال “كنا نعدّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة “رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم” رواه أبو داود، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس” رواه مسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن العلم هو ذلك النور الذى يضئ لنا الطريق، وهو الشعاع الذى يدخل علينا فنبصر من خلاله على أمور الدنيا التى تعيننا على أمور الاخرة.
وهو الطريق الذى يعرفنا الى طريق الله عز وجل والعلم هو طريق الى الجنة ونعيمها في الدنيا والآخرة، ومع ذلك فإن مجالس العلم مظنات السكينة والرحمة وتنزلات الملائكة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما كان العبد في عون أخية، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به علمه لم يسرع به نسبة” رواه ابن ماجه.
وعن صفوان بن عسال رضي الله تعالى عنه قال ” آتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو فى المسجد متكئ على برد له أحمر، فقلت له يا رسول الله، إنى جئت أطلب العلم، فقال “مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة وتظله بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب” وإن الأخلاق الفاضلة هي الأساس في بناء كل مجتمع ينشد المحبة والإخاء، ويحرص على التطور والبناء، فبالأخلاق ترتقي المجتمعات، وتعلو الحضارات، وقد كانت مهمة الرسل والأنبياء الكرام، عليهم السلام، عبر العصور غرس الأخلاق وبث القيم، والحث على طلب العلم ترسيخا للأخلاق، وقد اهتم المربون والمفكرون بالمناهج التعليمية، التي بدورها تخرج أجيالا تبني وتعرف للحياة حقها، وتحمل الفكر الناضج المتطور المنفتح.
والتربية هي غرس القيم الحسنة، وتهذيب السلوك، ليكتسب صاحبها كل جميل من الأخلاق الراقية كالصدق والأمانة، وتطبيق النظام، والتزام القانون، واحترام الآخرين، وغيرها، فهي تزكية للنفوس، وتطهير للقلوب، وقد عرف عن العرب وغيرهم التحلي بالصفات النبيلة، والأخلاق العظيمة من الكرم، والشجاعة، والمروءة، والعفة، والشهامة، والنجدة، وعلو الهمة، والوفاء بالعهود، وحفظ الجوار، وغيرها من جميل السجايا، وكريم الخصال، وجاء الإسلام مؤكدا ومعززا لها.
زر الذهاب إلى الأعلى