الدكروري يكتب عن الجماعة هي حبل الله المتين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم السبت 21 اكتوبر ٢٠٢٣ م
الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، اقتبس من رسولك خلق العفو اعف عن صاحبك، عن خادمك، عن زوجتك، اعف عن الموظف الذي تحت إدارتك، وكن من أهل العفو ليحبك الرحمن، واعمل بوصية الله تعالى ” خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين” إنه رسول الله صلي الله عليه وسلم صاحب الكلمة الطيبة، لم يحفظ التاريخ له كلمة قاسية، هو القائل “والكلمة الطيبة صدقة” فيخدمه أنس عشر سنوات فلم يقل له يوما أف فعشر سنوات وهو يحتمل خطأ الخادم وتقصيره، ما أحوجنا للكلمة الطيبة التي تشرح الصدر، وتؤانس الفؤاد، فما أحوجنا للكلمة الطيبة في البيت، في العمل، في التعامل مع الخدم والسائقين والعمال الذين نعاشرهم.
وما أحوجنا للكلمة الطيبة مع الوالدين وخاصة مع تقدم السن لهما، وإياكم والتفرقه فإن التفرقة هلكة، وإن الجماعة نجاة، وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه “عليكم بالجماعة فإنها حبل الله المتين، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفُرقة، فالجماعة رحمة، والفُرقة عذاب حتى لو حصل اختلاف لا يحصل افتراق، يسعنا ما وسع السلف، فالخير أن نبقى مجتمعين، وإن كان هناك شيء مِن الكدر، فكدر الجماعة خير من صفو الفرد، وأن نبقى مجتمعين ونحافظ على كياننا الدعوي القائم على منهج رباني، على عقيدة صافية، وعلى اتباع نهج السلف والتأسي بهم، ونحافظ على كياننا الدعوي حتى يكون لنا وزن وتأثير، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.
“الجيران ثلاثة، جار له حق واحد وهو أدنى الجيران، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق” أما من حيث القرب، فالجار إما يكون قريبا منك، أو بعيدًا، ملاصقًا أو غير ملاصق، ورتبة هؤلاء تتفاوت من حيث عدد الحقوق ومدى القرب، والجار الأقرب يقدم على الجار الأبعد، وهو ما استشعره علماء الإسلام، فهذا الإمام البخاري نجده يبوب في كتابه الأدب المفرد، باب الأدنى فالأدنى من الجيران، وذلك تنبيها على قدره، ويترتب عليه حُسن المعاملة، والوقوف بجانبه، واجتناب أذيته، وهذا من شأنه أن يكفل التعايش بين الناس في طمأنينة ورحمة، وإن حقوق الجار كثيرة عديدة وهي في الجملة دائرة على ثلاثة حقوق كبرى، وهى الإحسان إليهم، وكف الأذى عنهم، واحتمال الأذى منهم، فأما الحق الأول، فإنه الإحسان إلى الجيران، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بذلك في كتابه.
فقال سبحانه كما جاء فى سورة النساء” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم” ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره” رواه مسلم، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام الجار، وجعل ذلك من لوازم الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره”.
زر الذهاب إلى الأعلى