الدكروري يكتب عن الأمهات مع بناتهن في مرحلة المراهقة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم السبت ٢١ اكتوبر ٢٠٢٣ م
الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، الذي أغاث صلى الله عليه وسلم عمرو بن سالم الخزاعي لما جاءه ملهوفا يستغيث به أن قريشا خانوا العهد ونقضوا الميثاق، وكان مما قال عمرو بن سالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نُصرت يا عمرو بن سالم” وكان صلى الله عليه وسلم يبين لأصحابه أن إغاثة ذي الحاجة الملهوف من أكرم الأعمال وأجل القربات وصدقة من الصدقات، وجعل النبي الكريم محمد صلى الله عليه إغاثة الملهوف من حق الطريق، وعن عبد الله بن الحسن بن الحسين رضي الله تعالى عنهم قال أتيت باب عمر بن عبد العزيز في حاجة، فقال إذا كانت لك حاجة إليّ فأرسل إليّ رسولا أو اكتب لي كتابا فإني لأستحي من الله أن يراك ببابي.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال والذي وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أودع قلبا سرورا إلا خلق الله تعالى من ذلك السرور لطفا، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل، وقال لجابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما يا جابر من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فإن قام بما يجب لله فيها عرضها للدوام والبقاء، وإن لم يقم فيها بما يجب لله عرضها للزوال، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإنه يجب على الأمهات، بمراعاة عدد من الملاحظات المهمة في التعامل مع بناتهن في مرحلة المراهقة فيجب على الأمهات أن يتعلمن فن معاملة المراهقات.
وتعلمها أنها تنتقل من مرحلة الطفولة، إلى مرحلة جديدة تسمّى مرحلة التكليف، وأنها كبرت وأصبحت مسؤولة عن تصرفاتها، وأن تقول لها إنها مثلما زادت مسؤولياتها فقد زادت حقوقها، وإنها أصبحت عضوا كاملا في الأسرة تشارك في القرارات، ويؤخذ رأيها فيما يخصها، وتوكل له مهام تؤديها للثقة فيها وفي قدراتها، علميها الأمور الشرعية كالاغتسال، وكيفية التطهر، سواء من الدورة الشهرية أو من الإفرازات، وأن تبتعد الأم عن مواجهتها بأخطائها، وأن تقيم علاقات وطيدة وحميمة معها، وأن تدعم كل تصرف إيجابي وسلوك حسن صادر عنها، وأن تسري لها بملاحظات، ولا تنصحها على الملأ فإن لكل فعل ردة فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه، وأن تقصر استخدام السلطة في المنع على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها.
وان تستعين بالله وتدعي لها كثيرا، ولا تدعي عليها مطلقا، وأن تذكر أن الزمن جزء من العلاج، وأن تفتح قناة للاتصال معها، وأن تجلس وتتحاور معها لتفهم كيف تفكر، وما ذا تحب من الأمور وماذا تكره؟ فلم يكن اهتمام الإسلام منصبا على حشو الأدمغة بالمعلومات والمعارف الإنسانية أو الدينية بقدر ما كان يهتم بتأديب المتلقي وتربيته على المبادئ التي تحملها تلك المعلومات بل والتماهي والتمازج بين المبادئ العقلية والشخصية الإنسانية حتى تصيرا شيئا واحدا، لذلك كان أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لا يتجاوزون حفظ عشر آيات، حتى يتعلموا ما فيهن من العلم ويعملوا بما فيها، فيتعلمون القرآن والتقوى معا، وتزداد قلوبهم إيمانا مع إيمانهم، وتتعمق في نفوسهم المعاني التربوية العظيمة التى قد لا يحويها كتاب ولكن يحويها قلب امرئ مسلم.
زر الذهاب إلى الأعلى