الدكروري يكتب عن إكرام الزوجة وأهلها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد 22 أكتوبر 2023
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحمل بعض الأذى، وهذا من حُسن العشرة لنا معشر الأزواج ومعاشر الرجال، وهذا درس لنا أيها الأحبة، نتحمل بعض ما يقع من نسائنا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين يدخل بيت السيدة عائشة رضي الله عنها يكرم أهلها، فكان يكرم الصديق رضي الله عنه، وهذا درس لنا في إكرام أهل الزوجة، فإن من مفاتيح قلب الزوجة هو إكرام أهلها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحسن إلى الصديق، ويُحسن إلى عمر، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة إكراما لأبي بكر.
وتزوج من السيدة حفصة إكراما لعمر رضي الله عنهم أجمعين، ولا ننسى هذا الموقف الذي اختبأت فيه السيدة عائشة رضي الله عنها خلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الصديق أن يضربها في موقف معين، فاحتمت بمن؟ احتمت برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت هذه المشاعر الطيبة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه لا تقلل أبدا من الرجولة، ولا تقلل من هيبة الرجل، كما يجب على الأزواج الرحمة بالنساء وأن يتقوا الله فيهن، فالمرأة ضعيفة مخلوقة من ضلعٍ أعوج، وإني أعلم رجالا يعاملون الزوجات معاملة العبيد ناهيك عن الإهانة وجميع صور الذل والهوان، وغفلوا عن قول النبي صلي الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” وكما يجب على الأغنياء تعهد الأرامل والفقراء والضعفاء والمحتاجين والمساكين والرحمة بهم.
فها هو أبو بكر الصديق يتعهد امرأة عمياء في المدينة يقضي لها حاجاتها سرا إبان خلافته للمسلمين، وكان يحلب لأهل الحي أغنامهم، فلما استخلف وصار أمير المؤمنين قالت جارية منهم يعني من نساء الحي، بعد أن صار أبو بكر خليفة الآن لا يحلبها، وتقول لقد صار قائد الدولة وأمير المؤمنين يسير الجيوش ويتحمل المسئوليات هل يلتفت إلى غنمنا ويحلبها؟ الآن لا يحلبها، فسمع بذلك أبو بكر رضي الله عنه فقال بلى، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها طلحة نهارا، فإذا هي عجوز عمياء مقعدة، فسألها ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت هذا مذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يصلحني، ويخرج عني الأذى،
فقال طلحة ثكلتك أمك طلحة، عثرات عمر تتبع؟” ألا ما أحوج البشرية إلى هذه المعاني الإسلامية السامية، وما أشد افتقار الناس إلى التخلق بالرحمة التي تضمد جراح المنكوبين، والتي تواسي المستضعفين المغلوبين، ولا سيما في هذا العصر، الذي فقدت فيه الرحمة من أكثر الخلق، فلا يسمع في هذا العصر لصرخات الأطفال، ولا لأنين الثكلى، ولا لحنين الشيوخ، ولا لكلمة الضعفاء، لا يسمع فيه إلا للغة القوة، ومنطق القدرة، فإذا استحكم الظلام في النفوس، وطغى طوفان المادة الجافة آذنت الرحمة بالرحيل، وقال قائلهم” إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب وإن لم تجهل يُجهل عليك، وإن لم تتغدي بزيد تعشى بك”.
زر الذهاب إلى الأعلى