مقالات

الدكروري يكتب عن حماية العبد من المصائب

الدكروري يكتب عن حماية العبد من المصائب

       بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله مصرف الأمور، ومقدر المقدور، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد الذي وضح لنا إنه لما ترك المجاهد الفراش والأزواج جاد عليه الملك الوهاب بكثرة الأزواج من الحور العين والجزاء عند الله من جنس العمل، فاز بوصال من خلقت من النور، ونشأت في ظلال القصور مع الولدان والحور، في دار النعيم والسرور، والله لا يجف دم الشهيد حتى تلقاه، وتستمتع بشهود نورها عيناه.

حوراء عيناء، جميلة حسناء، بكر عذراء، كأنها الياقوت لم يطمثها إنس قبله ولا جان، كلامها رخيم، وقدها قويم، وشعرها بهيم، وقدرها عظيم، وجفنها فاتر، وحسنها باهر، وجمالها زاهر، ودلالها ظاهر، كحيل طرفها، جميل ظرفها، عذب نطقها، عجب خلقها، حسن خلقها، زاهية الحُلي، بهية الحلل، كثيرة الوداد، عديمة الملل، قد قصرت طرفها عليك، فلم تنظر سواك، وتحببت إليك بما وافق هواك، لو برز ظفرها لطمس بدر التمام، ولو ظهر سوارها ليلا لم يبقي في الكون ظلام، ولو بدا معصمها لسبى كل الأنام، ولو اطلعت بين السماء والأرض لملأ ريحا ما بينهما، كلما نظرت إليها ازدادت في عينيك حسنا، وكلما جالستها زادت إلى ذلك الحسن حسنا، أيجمل بعاقل أن يسمع بهذه ويقعد عن وصالها، كيف وله في الجنة من الحور العين أمثال أمثالها؟

وكما أن الصدقة تحمي العبد من جميع المصائب، والشرور التي من الممكن أن يتعرض لها، لأنه يبذل المال في سبيل الله، وإن الملائكة يدعون للمتصدقين لإعطائهم الخلف، ويبعد عنهم التلف، والصدقة تزكي نفس العباد، وتطهرها، وتحميهم من البخل، والشح، وتكسبهم الكرم، والجود، ويمكن للعبد أن ينفق على أهله، وأقاربه ذوي الأرحام، والإحسان إليهم، حيث تعتبر الابتسامة من أنواع الصدقات، والشخص الذي يبذل المال في سبيل الله، وفي حماية الأعراض من أهل السوء، والذي يرفع الأذى عن الطريق صدقة، والذي يفشي السلام صدقة، والذى يزور المريض، أو يغيث الملهوف، أو يعين المحتاج، فجميع هذه الأمور تعد من خير الصدقات، وعلى جميع المسلمين أن يكونوا حريصين على البذل، والعطاء، وتقديم الصدقات التي تكون خالصة إلى وجه الله عز وجل.

وتقديم الصدقات التي لا يتبعها أي نوع من الأذى، أو الضرر، وأن يراعي خلال تقديم الصدقات أن تكون من المال الحلال، وليست من المال الرديء، أو الطعام الرديء، ولا يتم احتقار الصدقات التي تقدم إلى الآخرين، حتى نحصل على فضل الصدقات، وتنال الثواب العظيم، والجزاء الجليل، ونرفع من مكانتنا يوم القيامة عند الخالق عز وجل، وإن من فضل الله ورحمته هو تيسير عبادات وأسباب تدفع البلاء قبل وقوعه وبعد وقوعه وهذا من رحمة الله تعالى بعباده وحكمته في خلقه وكونه، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم أمر باستدفاع البلاء بالعبادات والطاعات، كما في حديث الخسوف ” فصلى بالناس ثم خطب الناس، فحمد الله وأثنَى عليه، ثم قال.

“إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفانِ لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا، وصلوا، وتصدقوا” رواه البخارى ومسلم، وقال ابن القيم رحمه الله “النبي صلى الله عليه وسلم أمر في الكسوف بالصلاة والعتاقة والمبادرة إلى ذكر الله تعالى والصدقة، فإن هذه الأمور تدفع أسباب البلاء”

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock