الدكروري يكتب عن فعل الخير في القرآن الكريم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من هديه صلى الله عليه وسلم في خطبه أنه كان يخطب بخطبتين يجلس بينهما، ولا يتكلم في هذا الجلوس، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه
قال ” رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يقعد قعدة لا يتكلم، ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى” رواه النسائي، وكان إذا انتهى من الخطبة دعا للمؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرحمة، ثم ينهي خطبته بالاستغفار، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك أنه يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الأعلى والغاشية، وتارة يقرأ بسورة الجمعة والمنافقون، ومما يلحق بهذا الشأن أنه صلى الله عليه وسلم.
كان لا يقتصر على إلقاء الخطبة في يوم الجمعة، بل كانت له خطب في يومي العيدين والاستسقاء، وربما خطب الناس في غير تلك المواطن بحسب الحاجة والمصلحة، والله أعلم، وهو الذي نشأ صلى الله عليه وسلم من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظاته متحليا بكل خلق كريم، مبتعدا عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس، وأفصحهم لسانا، وأقواهم بيانا وأكثرهم حياء، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق والعفاف، أدبه الله تعالي فأحسن تأديبه، فكان أرجح الناس عقلا، وأكثرهم أدبا وأوفرهم حلما وأكملهم قوة وشجاعة، وأصدقهم حديثا وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفسا وأعلاهم منزلة، ويكفيه شهادة ربه عز وجل له بقوله ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله صلى الله عليه وسلم منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر.
وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق، ومن ثم كانت مكارم الأخلاق، سمة بارزة في قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وسيرته، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد لقد أمر الله تعالى بفعل الخير، وجعله سببا من أسباب الفلاح فقال عز وجل فى كتابه الكريم ” وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” وصنع الخير أمر ربانى وفريضة شرعية وفضيلة إسلامية، وهو من الأفعال الحسنة التي تطمئن لها النفس، ويبعث على الرضا والاستحسان، وإنه جزء من رسالة الأنبياء التي أوحاها الله تعالى إليهم، فقال سبحانه وتعالى فى سورة الأنبياء” وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين”
وقد أمرنا القرآن الكريم بالتسابق إلى فعل الخير فقال سبحانه وتعالى فى سورة البقرة ” فاستبقوا الخيرات” وعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال حياته وفي كل أحواله، واقتدى به الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في سلوكهم، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان سباقا، وحريصا على أن يكون له سهم في كل وجوه الخير، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من أصبح منكم صائما” قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن تبع منكم جنازة” قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن أطعم منكم اليوم مسكينا” قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن عاد منكم اليوم مريضا”
قال أبو بكر أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما اجتمعن فى امرء إلا دخل الجنة” فإن أسمى الغايات، وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير، ويسارع إليه، وبهذا تسمو إنسانيته، ويتشبه بالملائكة، ويتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين.
زر الذهاب إلى الأعلى