مقالات

الدكروري يكتب عن قد صدّقك الله يا زيد

الدكروري يكتب عن قد صدّقك الله يا زيد

         بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله مصرف الأمور، ومقدر المقدور، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، يقول الإمام ابن القيم ومن رحمة الله سبحانه وتعالي هو ابتلاء الخلق بالأوامر والنواهي رحمة لهم وحمية لا حاجة منه إليهم بما أمرهم به، ومن رحمته سبحانه وتعالي أن نغص عليهم الدنيا وكدرها لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا إليها ويرغبوا عن النعيم المقيم في داره وجواره، فساقهم إليها بسياط الابتلاء والامتحان فمنعهم ليعطيهم.

وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم، ومن رحمته بهم أن حذرهم نفسه لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به، ومن رحمته أن أنزل لهم كتبا، وأرسل لهم الرسل لكن الناس افترقوا إلى فريقين فأما المؤمنون فقد اتصل الهدى في حقهم بالرحمة فصار القرآن لهم هدى ورحمة، وأما الكافرون فلم يتصل الهدى بالرحمة فصار لهم القرآن هدى بلا رحمة، وإن أعلى أنواع التصديق ما يصدق الله به عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم، بشيء فيأتي الوحي تصديقا لكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، كما حصل في خيبر، فقال أبو هريرة والحديث في البخاري “شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام ” هذا من أهل النار، فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال.

وكثرت به الجراح فأثبتته وعجز عن الحركة، فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، أرأيت الرجل الذي تحدثت أنه من أهل النار قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أما إنه من أهل النار فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر به، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله، صدّق الله حديثك قد انتحر فلان فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا بلال قم فأذن، ألا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر “رواه البخاري، ولو قال واحد كيف يقاتل مع المسلمين؟ نقول إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وهذا له أمثلة كثيرة في الواقع.

فتجد الرجل ينشر العلم ويطبع الكتب ويبني المساجد، ويفعل أشياء ينتفع بها المسلمون وهو فاجر، نقول هذا لا يجعل فجوره صلاحا إذا كانت نيته ليست لله، لكن هذا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وقد صدق الله صحابة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ضمن تلك الأمثلة ما روى البخارى، عن زيد بن أرقم قال “كنت مع عمي فسمعت عبد الله بن أبي بن سلول يقول كما جاء فى سورة المنافقون ” لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ” فذكرت ذلك لعمي، فذكر عمي ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فدعاني، فحدثته بالذي سمعت فأرسل إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا.

وكذبني النبي صلى الله عليه وسلم، وصدقهم بما ظهر من حلفهم، فأصابني غم لم يصبني مثله قط، فجلست في بيتي وقال عمي “ما أردت إلا أن كذبك النبي صلى الله عليه وسلم، ومقتك فأنزل الله تعالى، كما جاء فى سورة المنافقون ” إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ” إلى آخر الآيات، وأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأها، قال ” قد صدّقك الله يا زيد ” ونزلت الآية تصديقا للصحابي.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock