مقالات

الدكروري يكتب عن واقع المسلمين اليوم

الدكروري يكتب عن واقع المسلمين اليوم

الدكروري يكتب عن واقع المسلمين اليوم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وهو صلي الله عليه وسلم الذي روي عنه ابن عباس رضي الله عنهما قال ” لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي
FB IMG 1695293019009
يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال له رأيته يأمر بمكارم الأخلاق” رواه البخاري، ولما سأل النجاشي ملك الحبشة الصحابي جعفر بن أبي طالب ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في ديني ولا دين أحد من الملل؟ 
قال جعفر أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وكانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم من أهم وسائل دعوته للناس، وخاصة قريش الذين عايشوه صبيا وشابا قبل بعثته، وكانوا يسمونه “محمد الأمين” ومن ثم أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة قائلا.
” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” رواه أحمد، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإن المتأمل في واقع المسلمين اليوم، والمتأمل في الأحداث الجارية ليدرك تمام الإدراك صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم حينما يرى الأمم الكافرة تتداعى على أمة الإسلام كما يتداعى الجياع إلى قصعتهم ، فيقع ذلك الإخبار الغيبي الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم كفلق الصبح، ولو سأل سائل ما هو سبب تداعي هذه الأمم الكافرة على أمة الإسلام؟ يجد الرد واضحا في قول الله تعالى فى سورة الشورى ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير” وقال ابن كثير أي مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم”ويعفو عن كثير” أي من السيئات، فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها.
وقال تعالى فى سورة آل عمران “أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم” فكل ما يقع على الأمة من ذل وهوان ، وما يحدث لها من مصائب إنما سببه ومصدره الذنوب والمخالفات، واللهث خلف الدنيا وشهواتها، والإعراض عن مصدر عزها، وإن العينة نوع من أنواع الربا، الذي قال الله عنه في كتابه فى سورة البقرة فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا تقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله” فهذا إعلام من الله لأمة فشا فيها الربا، وهو إعلام بالحرب؟ نعم حرب، هذا جزاء الربا وحده، فما بالكم إذا ضُمَ إليه انتشار الزنا والتبرج والمخدرات ؟ وما بالكم إذا ضُمّ إليه التبجح بأنواع الفجور والمعاصي والتملص من الشريعة وأحكامها والطعن في ثوابتها بالليل والنهار ؟ 
ومع كل ذلك فالخير في الأمة وفي أبنائها إلى يوم القيامة والنصر قريب إن شاء الله، فإن النصر قريب وإن رغمت أنوف، فمهما تلاحقت الخطوب واشتدت وتفنن الأعداء في أساليب العداوة والبغضاء، فلا ننسى أن نصر الله قريب، وأن كيد الشيطان ضعيف، وأن الغلبة في النهاية للحق وأهله، ولكن لابد من التمحيص والابتلاء ليظهر ولي الرحمن من ولي الشيطان، فقال الله تعالى فى سورة آل عمران ” أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock