أخبار مصر

الدكروري يكتب عن الرسول المحفوظ بأمر الله

الدكروري يكتب عن الرسول المحفوظ بأمر الله

بقلم / محمــــد الدكـــروري

الحمد لله الذي بعث في الناس رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، أحمدك يا رب على أن اخترت الرسول الكريم ليكون نورا للعالمين، ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان ضياء للسالكين، وقدوة للناس أجمعين، الذي كان صلى الله عليه وسلم صابرا علي كل أمر فلا يعلم أحد مرّ به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مرّ به صلى الله عليه وسلم، وهو صابر محتسب، ولما لا فهو صلى الله عليه وسلم الذي قال له الله تعالي ” واصبر وما صبرك إلا بالله ” فصبر صلى الله عليه وسلم على اليتم والفقر والعوز والجوع والحاجة والتعب والحسد والشماتة وغلبة العدو أحيانا، وصبر على الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل، وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب.

وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزّب الخصوم واجتماع المحاربين وصلف المغرضين وكبر الجبارين وجهل الأعراب وجفاء البادية ومكر اليهود وعتوّ النصارى وخبث المنافقين وضرواة المحاربين، وصبر على تجهّم القريب وتكالب البعيد، وصولة الباطل وطغيان المكذبين، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد لقد وقف رسول الله صلي الله عليه وسلم في أكثر من عشرين معركة بالسيف والموت حوله، والاغتيالات تدبر له صباح مساء تعرض لأكثر من إحدى عشرة محاولة اغتيال باءت بالفشل الخناجر حوله والسيوف والرماح، والله سبحانه وتعالي يقول له ” والله يعصمك من الناس” فهكذا كان صلي الله عليه وسلم يدخل الغار والموت حول الغار، يطوق بخمسين شابا.

كل شاب منهم يساوي جيشا فتاكا في القوة والشجاعة فيلتفت ويخاف أبو بكر، فيقول كما قال تعالى ” لا تحزن إن الله معنا” ولقد عنيت آيات الكتاب المجيد بذكر ما أمر الله به في نصوصه المقدسة الراقية، ومن بين الأوامر قوله تعالى فى سورة التوبة ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون” وتلك القيمة توفرت وبقوة مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا عبدالرحمن بن عوف، قال لسعد بن الربيع دلني على السوق، إنها دعوة للتميز والاستقلالية لا التبعية للآخرين، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قرر مع بدايات هجرته ببناء سوق للمسلمين، بديلا عن سوق اليهود، لئلا يكون تبعا لهم، وأن يكون متميزا في معاملته التجارية بما يتناسب وشريعة الإسلام.

وكما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله من لم يكن طعامه من فأسه، فلن يكون قراره من رأسه، وإن الناظر في القرآن المجيد يكتشف أن الإسلام قد اهتم بالبذل والعطاء للبشرية والمجتمعات، وحفز الهمم نحو الإنتاج والتنمية بكافة نواحيها، لا سيما التنمية الاقتصادية، القائمة على الاستثمار، استثمار الجهود، والطاقات، والأموال، والماده الخام، كما حدث في نموذج ذي القرنين حين أتى قوما سلبيين لا يعملون ولا يتحركون، فحرك هممهم، ووظف طاقاتهم، وعلمهم أن بالتعاون والتشارك تبنى الأمم وتحصّن من أي عدو غاشم، فبنى السد بينهم وبين يأجوج ومأجوج، وكم في هذه القصة من الدروس والعبر، ففيها حُسن استخدام الإمكانات المتاحة، وحُسن توظيف الطاقات البشرية قبل المادية.

وضرورة وجود إدارة متعاونة لا مستبدة، والعمل على إيجاد فرصة للتعبير والتحرك للمصلحة العامة، ويبقى العمل مع الإنسان إلى آخر لحظة في حياته، فمهما كانت ظروف الدنيا فلا أقل من العمل والعطاء والبذل والاجتهاد، وإنها دعوة لحُسن استغلال كل المواد الخام وتوظيفها بطريقة ترفع قدر الأمة والمجتمع الإسلامي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock