مقالات

الدكروري يكتب عن استقرار المجتمع والحياة البشرية

الدكروري يكتب عن استقرار المجتمع والحياة البشرية

الدكروري يكتب عن استقرار المجتمع والحياة البشرية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الملك القدوس العزيز الحكيم، بيده الخير يخلق ما يشاء ويختار وهو بكل شيء عليم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله فاللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما دائمين أبدا، وعلى آله وصحبه الذين فازوا بالسبق إلى الخيرات ونصرة هذا الدين
inbound911172930232895944
القَويم، الذي كن من عفوه صلى الله عليه وسلم، ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عندما قال ” كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقا، فأرسلني يوما لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، 
فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله فذهبت” رواه مسلم، وكما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مه مه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تزرموه، دعوه” فتركوه حتى بال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له ” إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن” قال فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه” رواه مسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين” أما بعد فإن السلام هو الفطرة السليمة التي فطر عليها الإنسان.
والأصل في الحياة هو ألاستقرار والآمن بعيدا عن الدمار والحروب لكي يتحقق الوئام بين الشعوب، فقال الله تعالى فى سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين” وإن بناء السلام في مفهومه العريض لا يعني زوال الصراع والخصام فقط بين الشعوب ، إنما يتطلب وجود مجموعة من المفردات، والقيم، والمواقف الايجابية ، والعادات التي ترتكز على الإحترام الكامل لمبادئ السيادة واحترام ملكيات الغير والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والحوار البناء والتعاون والتصالح بين الشعوب وتبادل الثقافات المتعددة، ونبذ ثقافة القوة والبعد عن استخدامها، ويعرف السلام في اللغة العربية اسم مصدر من سلم ويأتي بمعنى النجاة أو التخلص مما لا يرغب به. 
فيقال سلم من الأمر أي نجا وخلص منه، ومن جانب آخر فالسلام هو الاستستلام والخضوع والتسليم لكل ما يؤمر به الإنسان أو ينهى عنه والسلام ضد الحرب والنزاع والصراع، وخلو المجتمع بشكل نهائي من وجود جميع أشكال العنف و السعي في الوصول إلى المظاهر الإيجابية، حتى يتحقق السلام والأمن والاستقرار في المجتمع والحياة البشرية، وأما عن مفهوم بناء السلام، فهو مفهوم يشير إلى تحديد وتأسيس البنى ودعمها، وإعداد و ترسيخ وتفعيل ونشر ثقافة السلام من خلال بناء جيل فاهم واعي لأهمية وجوده بالمجتمع، وتمكين هذا الجيل من تطور الأفكار، وتسلحه بالعلم الذي يساعده في حل الصعوبات والمعضلات التي تواجه سواء أكانت إنسانية أم ثقافية أم اجتماعية او الاقتصادية أو ما إلى ذلك. 
وبناء السلام في المجتمع يلزم بناء عقول الأجيال الصاعدة وتكوين مجموعة الأنماط السلوكية الحياتية الايجابية والأفكار، والمعتقدات الفكرية والمواقف المختلفة التي تدفع الإنسان إلى احترام إخوانه من بني البشر، ورفض الإساءة إليهم والاعتداء عليهم، وممارسة العنف ضدهم، وقبول الاختلاف بين الناس،وقبول الإختلاف في وجهات النظر، وقبول النقد الهادف البناء، والإيمان بحق حرية الآخرو تحقيق أمنه واستقراره وسلامه، ويقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين فى سورة النساء “وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock