مقالات

الدكروري يكتب عن المنتسبين إلي الإسلام

الدكروري يكتب عن المنتسبين إلي الإسلام

الدكروري يكتب عن المنتسبين إلي الإسلام
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، الذي كان من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة،
inbound5152533419533122432
وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان، فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال ” رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم “تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون ” 
وروى الإمام مسلم رحمه الله عن يزيد الفقير قال “كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد، نريد أن نحج ثم نخرج على الناس، هذا هو منطوق الخوارج، ومفهوم الخوارج، نريد أن نحج، نأتي بالعبادة، ثم نخرج على الناس بالسيف، ونقتل المؤمن والصالح والمسلم، هذا المنطق الأعوج، قال فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم جالس على سارية، فقال فإذا هو قد ذكر الجهنميين، قال فقلت له يا صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم ما هذا الذي تحدثون؟ والله يقول في سورة آل عمران ” إنك من تدخل النار فقد أخزيتة” وكما يقول تعالي في سورة السجده ” وكلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ” لأن الجهنميين قوم يخرجون من النار بشفاعة رسول الله صلي الله عليه وسلم فما هذا الذي تقولون؟ 
قال أتقرأ القرآن؟ قلت نعم، قال فهل سمعت بمقام محمد صلي الله عليه وسلم الذي يبعثه الله فيه، المقام المحمود؟ قلت نعم، قال فإنه مقام محمد المحمود، الذي يخرج الله تعالي به من يخرج، يعني من النار، قال ثم نعت وضع الصراط، ومر الناس عليه، إلى أن قال فرجعنا فقلنا ويحكم، أترون الشيخ يكذب على رسول الله صلي الله عليه وسلم، فرجعنا عن رأينا الفاسد، ورجعنا عن تلك المصيبة العظيمة التي وقعنا فيها، فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد” أو كما قال أبو نعيم، فإذن كان هؤلاء إذا أقيمت عليهم الحجة وأزيلت الشبهة، من أراد الله به الخير منهم كانوا يرجعون، وكثير منهم رجعوا، فالأكثرية رجعوا، واليوم المسلمين، واليوم هؤلاء من ينتسبون إلى الإسلام من أصحاب الشبهات لو أقيمت عليهم الحجة هل يرجعون؟ 
فإن الأكثرية رجعوا في عهد الصحابة، ولكن اليوم القلة جدا، فالقلة جدا هي التي ترجع، وتتأثر من الحجة عندما تقام عليها، وعندما تسمع الحجة أقيمت عليك، ماذا يبقى لك بعد ذلك؟ ولكن الآن البيئة تساعد على الانحراف، فإذا ذهب ولدك على المدرسة، وكنت ممن يخشى ستضع يدك على قلبك وتقول الله يستر، الولد بماذا سيرجع اليوم؟ وأي بلية سيعود بها، فلابد أن ندرك الفرق بين البيئة التي يعيش فيها الولد الآن والبيئة التي كان يعيش فيها الولد أيام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فكان ابن عباس غلام صغير، قال “بتُ عند خالتى ميمونة” فانتبه الولد في الليل فوجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام وتوضأ وقام يصلي الليل، فقال ابن عباس وهو الولد الصغير ولكن عنده قدرة على المحاكاة والاتباع. 
فقام وتوضأ مثلما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم وقام عن يساره، فأداره فجعله عن يمينه، وإذا نعس أخذ بأذنه، فصلى بجنب النبي صلى الله عليه وسلم، فنشأ الولد من صغره على قضية قيام الليل لأنه رأى نموذج واقعي بدون تمثيليات وبدون إملاءات وكلام، وإنما رأى عملا أمامه، فقلده وحاكاه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock