د. محمد حجاز يكتب
الهوية الوطنية و مشاهير السوشيال ميديا
إن تعزيز الهوية الوطنية من القضايا التي تمس وبقوة الأمن القومي في ظل ما تمر به مصرنا الغالية من انفتاح علي العالم كله بعد أن أصبح العالم في ظل الثورة التكنولوجية قرية صغيرة يسهل انتقال العديد من الثقافات الأخري ، وايضا في ظل التواصل من خلال شبكة الإنترنت والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي بشكل يهدد ثوابت الهوية الوطنية والتماسك المجتمعي والأمن الفكري ويقود نحو الانحراف الفكري
ومن أهم مظاهر الانحراف الفكري ماجد علي مجتمعنا من ظاهرة مشاهير السوشيال ميديا .
ففي مصر ، وعلي سبيل المثال ، استقبل جمهور الميديا بشعف كبير حضور اثنين من مشاهير الميديا من تركيا خلال ستة أشهر . وشهدنا مدي الهوس من شبابنا من الجنسين بهذين التافهين .
كما أن برامج التوك توك والمنتشرة في الميديا المصرية قد كشفت مدي التدني الأخلاقي داخل بعض الأسر المصرية .
وما زاد الطين بلة ، أن بعض خريجات الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة والمعاهد العليا ، خرجن علي النص ، ضاربات بعرض الحائط كل قواعد وعادات وتقاليد الجامعة من أجل أن تصبحن من مشاهير السوشيال ميديا ، ولعل مثال البنت النوبية التي قدمت فاصلا من الرقص في غير مكانه ، بررت تصرفها اللاخلاقي بأنها أرادت أن تعطي للجميع رسالة عن أهل النوبة والذين هم في غني كامل عن رسالتها ، ويكفيهم فخرا ابنهم الملك محمد منير سفيرا لاهل النوبة .
إن ظاهرة مشاهير السوشيال ميديا فاقت كل الحدود واستمرارها ينذر بوقوع كوارث مجتمعية وتفتت الأسرة المصرية. بل ويهدد السلام الاجتماعي ويضعف التماسك المجتمعي .
لذا يجب إنهاء هذه الظاهرة التي اتسع نطاقها وزاد انتشارها بسبب غياب كامل من الرقابة الحكومية وصمت المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية والدينية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والجامعات .
إن مشاهير السوشيال ميديا أصبحوا قدوات يقتدي بها للاسف قطاع عريض من شبابنا . الأمر الذي يستوجب تحصين شبابنا ضد هذا الهوس اللاخلاقي .
ومن ثم يجب وضع تشريعات وأحكام وضوابط وأنظمة للحد من هذه الظاهرة بعد ان دمرت هذه الظاهرة أسر كثيرة في المجتمع المصري .
وهنا تتعاظم أهمية التعاون بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية للحد من هذه الظاهرة بشكل تكاملي ، حيث يتولي مجلس النواب سن تشريعا للحد من هذه الظاهرة ، علي أن تقوم الحكومة بتنفيذ هذا التشريع