الدكروري يكتب عن محاربين الاسلام
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي اصطفى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم من سائر بني الإنسان، وجعل فيه الأسوة والقدوة في سائر الأزمان، وفرض علينا محبته، وجعلها شرطا في صحة الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى

عليه وعلى أصحابه وسلم تسليما كثيرا، فما أحوج العالم اليوم إلى منهج حق وعدل ليسود السلام والأمان ربوع العالم كله، نعم، فعالمنا اليوم يموج في بحر من الظلمات، ظلم وطغيان، وسفك دماء، وشعوب تُباد وأخلاق تُدمر، وقيم ومثاليات تُهدم، وأحوال تُبدل، حتى أصبح الباطل حقا، والحق باطلا، وقام الهوى مقام الرشد، والضلال مقام الهدى، والمنكر مقام المعروف، والكذب مقام الصدق، والخيانة مقام الأمانة.
فأدى ذلك إلى انحراف في الفطر، وظلمة في القلوب، وكدر في الأفهام، وربّي على ذلك الصغير، وهرم فيه الكبير، وأصبح باطن الأرض خيرا من ظاهرها، ومعاشرة الوحوش أهون من معاشرة البشر، وكأن الدنيا أصبحت تُحكم بمنهج الغابة، بل هي كذلك، ويذكرنا هذا الحال بحال الدنيا قبل بعثة الرحمة المهداة والنعمة المسداة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث كانت تئن بظلم الظالمين، وغياب قانون الحق، وسيادة قانون الباطل، فأرسله الله عز وجل رحمة للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فأذن الله عز وجل بانجلاء الليل، وبزوغ الفجر، ليسود العدل وتعلو القيم والمبادئ والأخلاق في ربوع الدنيا وذلك في سنوات معدودات، فلنقرأ التاريخ، فهو خير شاهد على ذلك.
لنتعرف كيف أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم أمة، وكيف ربّى رجالا سادوا ونشروا النور والحق والعدل في مشارق الأرض ومغاربها، ثم عاد الظلام ليبسط يده على الدنيا مرة أخرى، وذلك حينما تخلت أمة الحق عن رسالتها، وأخفقت في بث منهج نبيها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتوارت واحتجبت عن دورها وأمانتها فتركت كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، وتداولتها الأيام بين إخفاق وانزواء عندما تبتعد عن منهج نبيها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبين تمكين واستعلاء حينما تعود إليه، فهلا اشتاقت الإنسانية إلى عدل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته؟ وهلا طالب العالم بحكمة مثل حكمته في سياسة أمور من حوله وأمته والدنيا بأسرها؟ وهلا نادت الدنيا على حق يسود فيها مثل الحق البيّن.
الذي جاء به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهلا نقّب البشر عن أخلاق مثل الأخلاق التي عاش بها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وربّى عليها صحابته، وتركها كنزا لأمته وللدنيا من بعده؟ ثم هلا تساءل وبحث العالم عمن يحل له معضلاته ومشاكله مثلما فعل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؟ فإن المفسدين هم صنف من الناس يحاربون دين الإسلام، سواء كانوا كفار أو مشركون، أو مرتدون، وجميع أنواع الكفرة، ولكن ما هي عقوبتهم؟ فهى كما جاء فى سورة المائدة ” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم ”
وقال ابن عباس رضى الله عنهما إذا قتلوا وأخذوا المال قتلوا وصلبوا، وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال قتلوا ولم يصلبوا، وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا المال نفوا من الأرض، ثم اختلف العلماء هل يصلب فاعل ذلك حيا، ويترك حتى يموت بمنعه عن الطعام والشراب، أو يقتل برمح ونحوه، أو يقتل أولا، ثم يصلب تنكيلا وتشديدا لغيره من المفسدين؟ وهل يصلب ثلاثة أيام، ثم يترك أو يترك حتى يسيل صديده؟ في كل ذلك آراء لأهل العلم.
زر الذهاب إلى الأعلى