الدكروري يكتب عن العبد وإتخاذ الطرق الوقائية
بقلم / محمــــد الدكـــروري
الحمد لله الذي بعث في الناس رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، أحمدك يا رب على أن اخترت الرسول الكريم ليكون نورا للعالمين، ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان ضياء للسالكين، وقدوة للناس أجمعين، وروي عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال ” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فصلى فيه” رواه البخاري، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال”كان النبي صلى الله عليه وسلم من أخف الناس صلاة في تمام” رواه أحمد، وعن عبدالله بن شقيق رضي الله عنه قال “قلت لعائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو قاعد؟ قالت نعم، بعد ما حطمه الناس” رواه مسلم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال.
“كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا، فيصلي فيه ركعتين” رواه البخاري، وعن أبي برزة رضي الله عنه قال ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها” رواه الترمذي، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فإنه ينبغي على الانسان أن يتخذ الطرق الوقائية دائما والأخذ بالأسباب وقد جاءت الشريعة شريعة الله جل وعلا إلينا بالتأكيد على مثل ذلك، فالأخذ بالأسباب واتباع تعليمات وتوجيهات جهات الاختصاص واولي الأمر، وعدم المبالغة في التوهم فبعض الناس يتوهم المرض وهو لم ينزل به وقد يؤدي ذلك في بعض الاحيان الى الموت، فمن الذي يفزع إليه المكروب، ويستغيث به المنكوب، وتصمد إليه الكائنات، وتسأله المخلوقات، وتلهج بذكره الألسُن، وتؤلهه القلوب؟
إنه الله لا إله إلا هو، وإن من الأمور المتقررة لدى جميع المسلمين، أن هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان واختبار، ولقد خلق الله عز وجل العباد فيها ليبلوهم أيهم أحسن عملا، فليست هي بدار الخلود والبقاء والاستقرار، وإنما هي دار رحيل وانتقال يُمتحن العباد فيها ويختبرون، ليميز الله تبارك وتعالى الطيب من الخبيث والحسن من الرديء والصالح من الفاسد، وتأملوا معاشر المؤمنين تأملوا في هذا قول الله تبارك وتعالى فى سورة الكهف” إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا، وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا” وهذه الآيات هي من الآيات العشر التي افتتحت بها سورة الكهف، وعن أبى الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عُصم من الدجال ” رواه مسلم.
وعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين” فهذا من فضائل هذه الآيات، ومن فضائلها ومناقبها الحميدة وآثارها المباركة على من يحفظها ويقرؤها ويتأمل في دلالاتها، وكم هو جميل بنا أن نتأمل هذه الآيات، فكل ما على الأرض من طعام وشراب ولباس ومسكن وأنهار وأشجار وأودية وجبال، وغير ذلك مما على وجه الأرض كل ذلك أوجده الله سبحانه وتعالى زينة لهذه الأرض، ولما جعله زينة؟ قال تبارك وتعالى ” لنبلوهم أيهم أحسن عملا” فالحياة الدنيا بمباهجها ومفرحاتها وأنواع ملذاتها هي دار امتحان وابتلاء واختبار ليعلم المسيء من المفسد والصالح من الفاسد والحسن من القبيح، فقال تعالى فى سورة الأنفال ” ليميز الخبيث من الطيب”.
زر الذهاب إلى الأعلى