الدكروري يكتب عن أسباب حالات الطلاق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته الأسرية في تعامله مع الخلافات كان من هديه احتواء
الموقف، واحتواء الخلاف، وعدم تأجيجه، وعدم تكبير الخلاف، وإذا نظرنا إلى معظم حالات الطلاق نجد أن أسبابها كانت في البداية كانت أمورا تافهة، وأمورا بسيطة، لكن تلك الأمور البسيطة قد كبرت، وقد أجج الخلاف إلى أن انتهى في النهاية إلى الطلاق، ونذكر بعض المواقف التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكيف تعامل معها فقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم “كان يوما عند زوجته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فأرسلت إحدى أزواجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم طعاما مع غلام، وكان اليوم يوم أم المؤمنين السيدة عائشة، فلما فتح النبي صلى الله عليه وسلم الباب إذا بهذا الغلام قد أتى بهذا الإناء وفيه طعام، وقال إنه من زوجتك فلانة فأخذت أم المؤمنين السيدة عائشة الغيرة الشديدة كيف ترسل زوجته له طعاما وهو عندها، فمن شدة غيرتها رفعت يدها على هذا الإناء فكسرته، فتناثر الطعام على الأرض، فماذا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم؟ فلم يغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤجج الموقف، بل تفهم مشاعر السيدة عائشة رضي الله عنها وقال “غارت أمكم”
أي عرف أن السبب غيرة شديدة التي حصل منها، وعذرها على ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم “غارت أمكم” وسكت ثم جعل يجمع الطعام في إناء من أواني السيدة عائشة السليمة، فلما جمع هذا الطعام في هذا الإناء أعطاه الخادم، وقال ” طعام بطعام، وإناء بإناء” ثم انتهى هذا الموقف، فانظروا كيف تعامل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم معه؟ وكيف احتوى هذا الموقف بحكمته وبلطفه لم يكبر الموضوع، ولم يدخل مع السيدة عائشة رضي الله عنها في خصام، ولم يدخل معها في مشاكل بسبب هذا الموقف مع أن الذي فعلته أمر كبير كسرت هذا الإناء، وتناثر الطعام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لكنه صلى الله عليه وسلم تفهم السبب الذي دعا عائشة إلى هذا التصرف، وهو الغيرة الشديدة التي حملتها على هذا الموقف.
فانظروا كيف احتوى عليه الصلاة والسلام كيف احتوى هذا الموقف؟ وكيف عالجه بحكمته؟ وهناك موقف آخر قد حدث من السيدة صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم فإنها كان أبوها من سادات اليهود، حيي بن أخطب، وكان زوجها كذلك من سادات اليهود، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يجبر خاطرها، حيث قتل أبوها وزوجها، وأصبحت رقيقة مع الأسرى، وجارية من الجواري، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يجبر خاطرها، فأعتقها وتزوجها، وأصبحت إحدى أمهات المؤمنين.
زر الذهاب إلى الأعلى