أحمد شريف يكتب
غياب القدوة ... خطر يداهم المجتمع
ان صلاح الاسرة او فسادها يعتمد في المقام الأول على النشأة والتربية ومن ثم يتحدد عليه النمط الذي يعكس على الأبناء، فالأسرة هي أساس التربية بداية من الابوين، فالأبناء يرثون طباع اباءهم نظرا مما شاهدوه طيلة فترة نشأتهم في بيتهم وتعكس تلك الطباع على تعاملهم مع المجتمع.
القدوة هو النموذج الذي يتخذه صغار النشا منذ نعومة اظافرهم ويكون عقيدة راسخة في نشأة الصغار، وللقدوة أهمية كبيرة في نشأة وتربية الأبناء لأنها يمكن ان تكون سببا رئيسيا في بناء الأجيال او هدمها، وراعي الاسرة من الابوين مسؤول مسؤولية كاملة عن زرع الأفكار في نشأة ابناءهم، ان كان الابوين اشخاص صالحين فذلك يعكس على تربية الأبناء تربية سوية ويكونون نموذج فخر لأبويهم وللمجتمع، اما إذا كان الابوين فاسدين فيعكس ذلك بالسلب على تربية الأبناء ويخرج للمجتمع نموذج سيء ينفر منه المجتمع.
ان قضيتنا الكبرى والهامة التي نعاني منها الان في عصرنا الحالي هو غياب القدوة نظرا للتغيرات التي حدثت في المجتمع في الآونة الأخيرة، فالتطور الرقمي الحديث وتعدد وسائل التكنولوجيا مثل الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي الحديث جعل المجتمع مفتوح على العديد من الثقافات، فمنها ان يكون نفعا ومنها ان يكون ضارا ويرجع ذلك الى حسن او سوء استخدام تلك الوسائل.
ولكن أخطر ما يهدد الجيل الحالي هو ايمانهم بالنماذج السيئة التي أصبحت سائدة بين العامة والتي ظهرت بين الناس وانتشرت بسرعة البرق، وسبب ظهور هذه النماذج الأفلام السينمائية والمسلسلات المخلة بالقيم والمبادئ فلن تجد في أي مشهد سوى الاسفاف وغياب القيم والدين مما جعل النشا الصغير مؤمن بأن هذه الأفكار السامة هو المعتاد في البيوت والمجتمع وأصبح من يحملون هذه الرسائل بمثابة القدوة التي اتخذها الجيل الجديد وتطبع بها ويريد تقليد هذه النماذج.
لذلك يجب علينا ترسيخ المفهوم الصحيح للقدوة وتسليط الضوء على النماذج المشرفة التي أفادت المجتمع والعالم مثل نماذج العلماء والادباء والمعلمين والمهندسين والاطباء لكي يصلح هذا المجتمع ويصلح أبناؤه والنهوض بالدولة وتصويرها في أفضل صورة.أحمد شريف يكتب غياب القدوة … خطر يداهم المجتمع