الدكروري يكتب عن الأركان في الشريعة الإسلامية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد الذي افتتح سبحانه وتعالي القرآن الكريم بالبسملة، وافتتح كل سورة منه بها، والمسلم يبدأ جميع شؤونه الدينية والدنيوية باسم الله تعالى وحده، لا بإسم ملك من الملوك، ولا بإسم شعب من الشعوب، ولا أمة من الأمم، ولا عظيم من العظماء، ولا

بإسم مبدأ من المبادئ، أو تنظيم أو حزب، أو مذهب أو فكر، وحينما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان اللفظ الأول يتضمن الأمر بالبسملة ” افرأ بسم ربك ” وفيه الإشارة إلى بدء الأمور ذات الشأن باسم الله تعالى وحده، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ البسملة في أول كل سورة، وفي ذلك إرشاد لنا أن نستفتح بالبسملة جميع شؤوننا، وكل أقوالنا وأفعالنا، فبسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله، فإن من الأركان في الشريعة الإسلامية.
التي تتكرر على المسلم كل عام هي الزكاة في أموال الأغنياء، فسبحانه وتعالى القائل “وفى أموالهم حق للسائل والمحروم” فهي تتكرر على المسلم كل سنة في الأموال، أما الخارج من الأرض فإنه تجب فيها زكاة عند حصوله، فسبحانه وتعالى القائل ” وآتوا حقه يوم حصاده” وهذه الزكاة طهره للمال وطهره للمسلم ومساعدة للفقير، فهي تضامن إسلامي عظيم، هذه الزكاة قدر معلوم، قدر يسير يخرجها المسلم وهي تنمي ماله وتطهر نفسه وتغني الفقراء والمحتاجين من المسلمين، ومن الأركان ما يتكرر على المسلم كل سنة وهو صيام شهر رمضان، وهي عبادة عظيمة، فسبحانه وتعالى القائل ” وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون” ومنها ما يتكرر على المسلم مرة واحد في العمر على المستطيع هو الحج والعمرة.
لأن الحج والعمرة لما كان يحتاجان إلى سفر، يحتاجان إلى مئونة، يحتاجان إلى أمن، فإن الله سبحانه وتعالى جعلهما مرة واحدة في العمر على المستطيع الذي يستطيعوا السفراء أمنيا ويستطيع السفراء ماليا ويستطيع السفراء صحيا، فإنه يحج مرة واحده في العمر وهذا هو ركن الخامس من أركان الإسلام، فهذا الدين دين عظيم وما زاد عن هذه الأركان من أعمال الخير والطاعات فهو مكمل لهذه الأركان ومتمم لها، وإلا فالإسلام شعبا كثيرة وطاعات كثيرة لكن هو يقوم على هذه الأركان الخمسة، فلا يصح إسلام مهما عمل الإنسان من طاعات والقروبات لا يصح إسلامهٌ حتى يقيم هذه الأركان، كما أن البناء لا يقوم إلا على الأعمدة وعلى الأركان فكذلك هذا للإسلام لا يقوم إلا على هذه الأركان.
ثم إن الله سبحانه وتعالى لما أنهى الصيام وأدينا الصيام دخلنا في الركن الأخير من الأركان الإسلام وهو الحج فقال الله سبحانه وتعالى “الحج أشهر معلومات” وهذه الأشهر، هي شهر شوال، وشهر ذي القعدة وعشرة أيام من ذي الحجة هذه الأيام أو الأشهر التي يشرع الإحرام فيها بالحج، وأما أركان الحج فإنها تؤدى في يوم عرفة وما بعده من يوم العيد ومن أيام التشريق ولكن بالإحرام بالحج يصح وينعقد من أول يوم من شوال، ويصح من يوم عيد الفطر أن يحرم بالحج ولذلك قال الله تعالى فى كتابه العزيز ” الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج” فنحن والحمد لله ننتقل من عبادة إلى عبادة فلما فرغنا من الصيام انتقلنا إلى أشهر الحج، وهي أشهر عظيمة.
وأشهر مباركة فيها خيرات كثيرة فيها عشر ذي الحجة، فيها يوم عرفة، فيها أيام التشريق، فهي أيام عظيمة تأتي بعد شهر رمضان المبارك، فنحن ننتقل من عبادة إلى عبادة ومن فضل ونعمة من الله عز وجل إلى فضل ونعمة لا ينقطعان ولله الحمد، ولكن المحروم من هو غافل عن هذه النعم ولا يقيم له وزنا، فكل حياة مسلم وكل عمر المسلم عبادة لله سبحانه وتعالى، لا ينبغي أن يفرط بشيء منه في الإضاعة والإهمال.
زر الذهاب إلى الأعلى error: Content is protected !!