مقالات

الدكروري يكتب عن تعليم العقيدة وغرس أصلهافي الأسرة

الدكروري يكتب عن تعليم العقيدة وغرس أصلهافي الأسرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
  في أي تجمع إنساني تبرز علاقات إجتماعية تنمو في ظل التفاعل بين أفراده، وإن من أبرز أسباب تلك العلاقات هو القرابة بالنسب والمصاهرة، وقد عني الإسلام بهذه العلاقات عناية بالغة، فشرع لها أحكاما، وسن لها آدابا، وكان للرفق مجال رحب فيها، فالآباء، والأبناء، والإخوة، والأزواج، والأصهار، والأرحام يترفق جميعهم، ويتلطف بعضهم ببعض، فتدوم الصلات فيما بينهم، وتقوى الروابط التي
FB IMG 1690276725309
تجمعهم، وإذا كان المسلم مأمورا بالرفق مع كل أحد، فهو مع هؤلاء الذين تربطه بهم روابط وثيقة مأمور بالأولى، وتتأكد الدعوة إلى التعامل بالرفق كلما كانت علاقة القرابة والصلة أقوى، فالرفق بالوالدين من أعلى درجات الرفق وآكدها. 
وقس على هذا، وإذا حصل عكس الرفق تهددت العلاقات الأسرية، وربما تقطعت، وحل التدابر والتباغض محل المودة والمحبة، وإن الله سبحانه وتعالى في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بيّن لنا أن الأسرة هي أصل التربية للأجيال وعمودها، فقال تعالى ” قو أنفسكم وأهليكم نارا” وقال العلامة ابن سعدى رحمه الله تعالى، في تفسير هذه الآية “أى يا مَن منّ الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه فمعنى قو أنفسكم وأهليكم نارا، هى موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالا، ونهيه اجتنابا، والتوبة عمّا يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه.
وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد، وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه، وهى نارا عظيمة تتوقد بالناس وبالحجارة، كما يتوقد غيرها بالحطب، والمعنى هو قوا أنفسكم وأهليكم بالأدب الصالح النار في الآخرة، وقال قتادة، ومجاهد، قوا أنفسكم بأفعالكم، وقوا أهليكم بوصيتكم، وكما جاء في الحديث أن تعليم العقيدة وغرسها أصلها الأسرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه كان يحدث قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه ” فطرت الله التى فطر الناس عليها” وكما جاء أيضا أن الرجل والمرأة في الأسرة، مسؤولان عن تبعة التربية والتنشئة للأولاد. 
فعن عبدالله بن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا كلُّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذى على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” رواه البخارى ومسلم، وجاء فى الحديث أيضا أن غرس القيم الشرعية، والشعائر التعبدية، إنما هو في الأصل على كاهل الأسرة المسلمة فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع” رواه أبو داود. 
ولا ننسى هنا بعد هذا وصية الأب الشفوق الناصح لولده، المهذب لعقيدته وأخلاقه، ذلكم هو لقمان الحكيم عليه السلام وقد ذكرها الله تعالى فى كتابه الكريم لتكون خير معين على البر والتربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock