مقالات

الدكروري يكتب عن الأسرة ذات البنيان المتين

الدكروري يكتب عن الأسرة ذات البنيان المتين

الدكروري يكتب عن الأسرة ذات البنيان المتين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم رحيما بالنساء، عطوفا عليهم، فانظروا إلي مداراة المرأة وعدم التضييق عليها والاعتذار إليها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “واستوFB IMG 1690276725309صوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من
ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته” فيا أخي المسلم لا تطلب المحال وافهم جيدا نفسية المرأة وافهم جيدا خلقة المرأة فيقول صلي الله عليه وسلم “فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوجا فاستوصوا بالنساء خيرا” رواه البخاري ومسلم، ومعنى استوصوا، أي أوصيكم بهن خيرا فاقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا في الحديث الشريف.
“لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر” رواه مسلم ومعنى يفرك، أي يبغض منها شيئا يفض به إلى تركها، وانظر أيضا واسمع لمثال آخر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع السيدة عائشة رضي الله عنها وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له أي الرسول أذن لأبي بكر بالدخول فدخل فقال أي أبو بكر يا ابنة أم رومان؟ يعني كأنه يهددها أو يغضب عليها يا ابنة أم رومان؟ وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنظر لتصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال ” فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينهما”
يعني كأنه جعلها خلفه يريد أن يخلصها من أبيها، رضي الله عنه، فلما خرج أبو بكر رضي الله عنه جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها يقول لها “ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك؟ قال ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها” رجعت العلاقة مرة أخرى بملاطفة النبي صلي الله عليه وسلم، بحسن مداراته لزوجه بالاعتذار منه صلى الله عليه وسلم، فانظروا إلي قمة الأخلاق، من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه” فرجع أبو بكر فوجد العلاقة قد رجعت ووجد النبي صلى الله عليه وسلم يضاحكها فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالدخول فقال أبو بكر يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما، وهكذا تكتسب الأسرة أهميتها القصوى من كونها اللبنة الأساسية لتكوين المجتمع.
فالأسرة التي تتكون من أب وأم ناجحين في تكوين علاقة صحيحة، وإحاطة الأبناء بالبيئة الملائمة للنجاح والتربية السليمة تساهم في تكوين مجتمع سليم ينهض بأبنائه نحو النهضة والتطور والعيش الكريم، أما الأسرة التي تبنى على الشتات وعدم التوافق تتمزق وتترك خلفها أبناء يعانون صعوبات الحياة، مما يؤثر على تحصيلهم العلمي وصحتهم النفسية والجسدية، وبالتالي تساهم هذه الأسرة الممزقة في هدم ما يسعى المجتمع إلى بنائه من الترابط الأسري، والتآلف بين أفراد المجتمع جميعهم، وبهذا تتضح أهمية الأسرة في المجتمع، حيث يمكن أن تعد بذرة ينطلق ازدهار المجتمع كله من محيطها، وتنبض بين جدرانها كل معاني الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock