تغيير المجتمعات مرهون بمدى تَمكُّن المرأة وتَمْكينها في المجتمع
كتبت الأديبة/ مها الجمل
عندما تصف وكالات الأنباء العالمية خروج الشعب المصري في ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣ مدافعًا عن هويته مناضلًا، أنه خروج غير مسبوق في تاريخ الثورات العالمية، حيث أدرك الشعب أن وطنه في خطر ويحتاج إليه فلبى الاحتياج وأصبح هدفه الأول والأخير إنقاذ الوطن. تأتي المرأة لتكون إحدى مقومات نجاح هذا النضال، وأثبتت أنها صمام الأمان لوطنها تشد من أزره فى جميع المواقف، فجاءت بجميع مستوياتها المتعلمة والأمية وربة البيت والعاملة والطالبة، لتشارك وتتوج ثورة ٣٠ يونيو بنزولها مع الرجل ووقوفها معه لحماية مؤسسات وطنهم الغالي، ومطالبتهم بإسقاط حكم التخلف المظلم المُهدد لحياتهم وحياة أبنائهم وأسرهم، والمدمر لهويتهم وثقافتهم وتاريخ بلادهم ومستقبله، كذلك كانت المرأة هي محور الحركة والدافع وراء نزول كل أفراد الأسرة لتفويض القيادة السياسية، فكانت فاعل وشريك حقيقي في هذه الثورة، وضربت أروع الأمثلة في تقديم أغلى الأحباب فداءً لأمن ومجد الوطن. جاءت توجيهات سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وضمن لها كرامتها، فقد تم إصدار العديد من القرارات والقوانين التي تحقق لها التمكين الاجتماعى والاقتصادى والثقافى والرياضى والصحى، بما يحفظ للمجتمع توازنه واستقراره ونهضته، ووضع آليات مشددة لمواجهة أى محاولات لعرقلة تقدمها ومسئولياتها الوطنية. ولعل إعلان عام ٢٠١٧ للمرأة المصرية خير دليل على ذلك، والذى تم فيه وضع استراتيجية تمكين المرأة ودمجها في المجتمع المدني بما يضمن تكافؤ الفرص والحقوق المتساوية لأبنائه وبناته وسد الفجوة النوعية بينهم، وحثها على تحطيم كافة القيود التي تحول دون تحقيق أحلامها لمستقبل أفضل لها وللأجيال القادمة، وعدم الاستسلام لأي نظرة عقيمة تجاه دورها. لقد حققت المرأة المصرية بعد ثورة ٣٠ يونيو الكثير والكثير من المكتسبات التي ضمنت لها حقها، حيث وصلت المرأة المصرية إلى تولي أعلى المناصب القيادية المهمة ومواقع صنع القرار، قاضيات ومحافظات ووزيرات، وأثبتت كفاءتها وجدارتها، أيضًا زيادة نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان وزيادة التمثيل الوزاري للمرأة على نحو غير مسبوق. هذه المكتسبات عكست اهتمام القيادة السياسية بتمكين المرأة، واتخاذ خطوات تنفيذية على أرض الواقع لتحسين أوضاعها وإعلاء شأنها. كون المرأة عضوًا في المجتمع فيجب أن تكون شريكةً في إدارة هذا المجتمع وتحمل شؤونه، إن التنمية المستدامة والتغيير الإيجابي الذي تسعى له المجتمعات مرهون بشكلٍ كبير بواقع المرأة ومدى تَمَكُنها من القيام بأدوارها وتَمْكينها في المجتمع.