الدكروري يكتب عن حرية الدين وحرية الرأي
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، الذي تجلت رحمته صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وقد فعل أهلها به وبأصحابه ما فعلوا، حيث قال عمر بن الخطاب لما كان يوم الفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، أرسل إلى صفوان بن أُمية، وإلى أبي سفيان بن حرب، وإلى الحارث بن هشام، قال، عمر بن الخطاب فقلت لقد أمكن الله منهم، لأعرفنهم بما صنعوا، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثلي ومثلكم كما قال يوسف لإخوته ” لا تثريب
عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين” وقال عمر بن الخطاب فافتضحت حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية أن يكون بدر مني، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال”
فالجهاد في الإسلام رحمة بهؤلاء الكفار رجاء قبولهم الحق وإيمانهم بالله والتوبة إلى الله من الكفر بدخولهم في الإسلام وفي هذا إنقاذهم من النار هذا من وجه، ومن وجه آخر فإنه لم يُشرع في الإسلام قتال الكفار المسالمين الذين لم يعتدوا على المسلمين ولم يحاربوا الدعوة إلى الإسلام، بل حرم الله الاعتداء عليهم وأوجب دعوتهم ببيان الإسلام لهم وأنه لا نجاة لهم ولا سعادة في الحياة الدنيا قبل الموت وفي الحياة الآخرة الخالدة بعد الموت وبعث الأجساد وإعادة الله تعالى أرواحها إليها إلا إذا أسلموا، لأن الناس سيبعثهم الله أحياء بعد موتهم ويحاسبهم، ويدخل المسلمين المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والبعث بعد الموت والحساب والجزاء، فيدخلهم الجنة دار النعيم الخالد.
ويدخل الكفار المنكرين للبعث العاصين لله ورسله النار دار العذاب نعوذ بالله منها، وإن من حقوق الإنسان في حرية الدين وحرية الرأي والحرية الشخصية، فأما حرية التدين فقد جعلها الله سبحانه وتعالى في الإسلام لأهل الكتاب وهم اليهود والنصارى بعد دعوتهم إلى الإسلام وإقامة الحجة عليهم ببيان كفرهم بتأليههم لغير الله ونسبة الولد إليه سبحانه وأن الله أمرهم في التوراة والإنجيل بتوحيده وتنزيهه، عن الشريك والزوجة والولد والوالد، وأمرهم باتباع رسول الله إليهم وإلى جميع الناس محمد صلى الله عليه وسلم والدخول في دين الإسلام، فمن لم يُسلم منهم بعد هذا البيان يتركون على دينهم وعبادتهم في كنائسهم بثلاثة شروط، الشرط الأول أن يكفوا عن أذية المسلمين، والاستهزاء بشيء من الإسلام.
ومن أسلم منهم لا يمنعونه ولا يؤذونه، والشرط الثاني أن لا يتظاهروا بين المسلمين بشعائر كفرهم بل يختفون بذلك مثل رفع الصليب على كنائسهم أو لبسه أمام المسلمين ولا يشربون الخمر مجاهرة ولا تخرج نساؤهم عارية متبرجة بالزينة بين المسلمين ولا يتظاهرون بمنكر بين المسلمين، الشرط الثالث أن يدفعوا الجزية للدولة الإسلامية التي تحكمهم، وهي مبلغ يسير يدفعه كل غني مرة في السنة مقابل بقائه على دينه وحمايته، أما الفقير فلا يؤخذ منه شيء بل تقوم الدولة بمساعدة فقرائهم وعلاجهم كالمسلمين، أما غير أهل الكتاب من الكفار فإنهم يدعون إلى الإسلام ويحسن إليهم المسلمون ترغيبا لهم في الإسلام، فإذا أصروا بعد إقامة الحجة عليهم على البقاء على كفرهم، ومحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن المسلمين بقيادة الحاكم يقاتلونهم بأمر الله تعالى لهم حتى لا تكون فتنة وتحدي لله ولدينه الحق وعباد الله المسلمين.
زر الذهاب إلى الأعلى