مقالات

الدكروري يكتب عن تنمية الجرأة الأدبية للأبناء

الدكروري يكتب عن تنمية الجرأة الأدبية للأبناء

الدكروري يكتب عن تنمية الجرأة الأدبية للأبناء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
أيها الراعي إن مسؤوليتك في الرعاية عظيمة يعنيك منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها” ولنعلم جميعا إن تحمل الأمانة أمر ليس بالهين اللين كما يعتقده الكثيرون، ولخطورة التفريط في الأمانة أبت السماوات والأرض والجبال حملها، فعن
الحسن البصري أنه تلا هذه الآية الكريمة ” إنا عرضنا الامانة علي السموات والارض والجبال ” قال عرضها على السبع الطباق الطرائق التي زينت بالنجوم، فقيل لها هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت وما فيها؟ قيل لها إن أحسنت جُزِيت، وإن أسأت عوقبت، قالت لا، ثم عرضها على الأرضين السبع الشداد، التي شدت بالأوتاد، وذللت بالمهاد.
فقيل لها هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت وما فيها؟ قيل لها إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت لا، ثم عرضها على الجبال الشوامخ الصعاب الصلاب، قيل لها هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت وما فيها؟ قيل لها إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت لا، فقال لآدم إني قد عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم يطقنها، فهل أنت آخذ بما فيها؟ قال يا رب، وما فيها؟ قال إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، فأخذها آدم فتحمّلها، فذلك قوله تعالي ” وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ” أي ظلم نفسه بحمله إياها، جاهلا حق الله فيها، وينبغي علي الأباء الحرص علي تربية الأبناء، فينبغي عليهم الحرص على تحفيظهم كتاب الله، وتحصينهم بالأذكار الشرعية وتعليمهم إياها.
واصطحابهم إلى مجالس الذكر والمحاضرات الدينية التي تقام في المسجد وغيرها وربطهم في ذلك بالسلف الصالح حتى يقتدوا بهم ويسيروا على خطاهم، والحرص على تعليمهم بالقدوة فلا يسلك الوالدان أو أحدهما مسلكا يناقض ما يعلمهم ويحثهم عليه لأن ذلك يجعل جهودهم لا تحقق ثمارها ويفقد نصائحهم أثرها، وأيضا تنمية الجرأة الأدبية وزرع الثقة في نفوس الأبناء وتعويدهم على التعبير عن آرائهم حتى يعيش كل منهم كريما شجاعا في حدود الأدب واللياقة، فيا أيها الأب إن أولادك من ذكور وإناث بأمس الحاجة إلى دعوات منك إلى الله أن يهديهم صراطه المستقيم، فالجأ إلى فاطر الأرض والسموات، وادعه آناء الليل وأطراف النهار أن يصلح لك عقبك، وأن يعيذهم من مكائد شياطين الإنس والجن.
وأن يحفظهم بالإسلام، ويرزقهم الثبات والاستقامة عليه، فتلك قرة أعين المؤمنين، فالآباء يوم القيامة قد تعلو منزلتهم وإن ضعفت بأعمالهم، إكراما من الله للأبناء الصالحين، وقد يرفع الله منزلة الأبناء إكراما للآباء الصالحين إذا كان الإيمان جامعا للجميع، فأولادك بأمس الحاجة إلى دعائك، وبأمس الحاجة إلى رعايتك، لتربهم تربية صالحة، يسعدون بها فى حياتهم وآخرتهم، وتسعد أنت أيضا بذلك، ومع دعاء الله، ومع الالتجاء إلى الله، ومع التضرع بين يدي الله، فاعلم أيها الأب الكريم، واعلمي أيتها الأم الطيبة، أن تربية الأولاد وصلاحهم واستقامتهم، بعد إرادة الله، متوقف على حركات وسكنات الأبوين، على أقوالهم وأفعالهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock