مقالات

الدكروري يكتب عن الهجرة حدث تاريخي عظيم

الدكروري يكتب عن الهجرة حدث تاريخي عظيم

الدكروري يكتب عن الهجرة حدث تاريخي عظيم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الهجرة النبوية الشريفة حدث تاريخي عظيم لا ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام بل لأجل أن نأخذ منه العبر والدروس، فلقد هاجر نبينا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية بعد أن لقي من الأذى والضيق والبلاء ما لا تتحمله الجبال الرواسي، وفقد النصير العزيز من أهله وأقربائه كعمة أبي طالب ووزوجتة السيدة
خديجة الفضلى، وامره الله حينئذ بالصبر والهجرة، ولقد تآمر المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرروا أن يفتكوا ويقتلوه لكن الله نجاه حماه وأيده ونصره فقال تعالي في سورة يس ” وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” وعندما وصل رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى غار ثور تتبع المشركون أثره. 
حتى وصلوا إليه فقال أبو بكر الصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتسمع أصواتهم ” لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ” وإنه عندما علمت قريش بهجرة النبي صلي الله عليه وسلم فقد اتخذت السلطة في مكة عدة قرارات، فكان القرار الأول هو الذهاب إلى منزل أبي بكر الصديق رضى الله عنه والمتهم بصحبة زعيم المسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان يتولى شئون الإنفاق على المسلمين، فمن المحتمل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال مختبئا في بيته، أو لعل الرسول صلى الله عليه وسلم هاجر بمفرده، وأبو بكر صلى الله عليه وسلم يعرف طريقه، فلا بد من التأكد من ذلك، وقد قام بهذه المهمة أبو جهل بنفسه ومعه فرقة من المشركين. 
فتقول السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما “لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضى الله عنه، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبى بكر، فخرجت إليهم، فقالوا أين أبوكى يا بنت أبى بكر؟ قالت، قلت لا أدرى والله أين أبى؟ قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا، فلطم خدى لطمه طرح منها فرطى” ولم يفكر أبو جهل في اقتحام بيت الصديق رضي الله عنه لأنهم كانوا يخافون من تعيير العرب لهم إذا دخلوا على النساء بيوتهن، ولو كانت النساء على غير دينهم، أما القرار الثاني فكان إحكام المراقبة المسلحة على كل مداخل ومخارج مكة، فلعل الرسول صلى الله عليه وسلم ما زال مختبئا في أحد البيوت في مكة، وكان القرار الثالث. 
هو إعلان جائزة كبرى لمن يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم أو بصاحبه الصديق رضي الله عنه، وتعطى الجائزة لمن يأتي بأحدهما حيا أو ميتا، والجائزة هي مائة ناقة، وهذا رقم هائل في ذلك الزمن، وأما القرار الرابع والأخير فكان استخدام قصاصي الأثر، لمحاولة تتبع آثار الأقدام في كل الطرق الخارجة من مكة، فكان هذا هو رد فعل المشركين لصدمة نجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من محاولة القتل، فماذا كانت النتيجة؟ فمع كل طرق التأمين التي اتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه، ومع كون الخطة بارعة جدا ومحكمة للغاية، فإنه ليس من طابع الخطط البشرية أن تصل إلى حد الكمال، فلا بد من ثغرات لذا فقد اكتشف القصاصون المشركون الطريق. 
الذي سار فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه، ووصلوا إلى الجبل الصعب الذي به غار ثور، وصعدوا الجبل بل ووصلوا إلى باب غار ثور ولم يبقى إلا أن ينظروا فقط داخل الغار، وكان الغار صغيرا جدا، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس داخل الغار في سكينه تامة بينما كان الصديق رضي الله عنه في أشد حالات قلقه وحزنه، فيحكي أبو بكر رضي الله عنه، تفاصيل هذا الموقف فيقول، قلت للنبى صلى الله عليه وسلم، وأنا فى الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال صلى الله عليه وسلم “ما ظنك، يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock