دين ودنيا

الدكروري يكتب عن إهتمام النبي بشؤون أصحابة

الدكروري يكتب عن إهتمام النبي بشؤون أصحابة

الدكروري يكتب عن إهتمام النبي بشؤون أصحابة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يهتم بشؤون أصحابة رضوان الله تعالي عليهم أجمعين، فهذا هو الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه يسأله النبي صلى الله عليه وسلم “يا جابر هل تزوجت قال جابر نعم، قال بكرا أم ثيبا ” قال بل ثيبا ” فعجب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك فقال جابر يا رسول الله ان أبي قتل في أحد وترك تسع اخوات ليس لهن راع غيرى فكرهت ان اتزوج فتاه مثلهن فتكثر بينهن
FB IMG 1690276725309
الخلافات وتزوجت امرأة اكبر منهن ” ولما فتح رسول الله صلي الله عليه وسلم مكة جعل النبي يطوف بالبيت فأقبل فضالة بن عمير رجل كان يظهر الإسلام، ويبطن غير ذلك، فجعل يطوف خلفه وينتظر غفلة منه، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “أفضالة” 
قال نعم فضالة يا رسول الله؟ قال ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال لا شيء فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال استغفر الله ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدري فسكن قلبي فوالله ما رفع يده، حتى أصبح ما خلق الله شيء أحب إلى منه” وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام وكان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم من البادية، فيجهزه رسول صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن زاهرا باديتنا، ونحن حاضروه “وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان دميما، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه لا يبصره فيقول زاهر بن حرام أرسلني من هذا؟ 
ويلتفت زاهر فيرى النبي صلى الله عليه وسلم فيجعل يلزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم من يشتري العبد؟ فيقول زاهر بن حرام للرسول إذًا والله تجدني كاسدا، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم لكن عند الله لست بكاسد، أو قال لكن عند الله أنت غالي” وقد نقل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض هذا الذي لا نعلمه خبرا عما شاهده، وهو الصادق المصدوق فقال “إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات، تجأرون إلى الله” 
فكان ذلك بعض ما في نفسه صلى الله عليه وسلم على الدوام من خشية الله سبحانه وتعالى، وقد جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا بها، كأنهم تقالوها، فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكأنهم رأوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى كثرة العبادة لمغفرة الله تعالى له، ورأوا أن عليهم أن يكونوا أكثر عبادة، فلما أخبر صلى الله عليه وسلم بأمرهم قال صلى الله عليه وسلم “أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” 
فما كانت مغفرة ذنوبه لتقلل من خوفه وخشيته التي مبعثها العلم بالله، بل كانت المغفرة باعثا على الشكر وزيادة عبادته صلى الله عليه وسلم شكرا، وإذن فلن يكون إنسان أعبد لله أو أكثر خشية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذروة العبادة والخشية هي في اتباعه صلى الله عليه وسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock