مقالات

الدكروري يكتب عن حياة الأسرة حياة عمل

الدكروري يكتب عن حياة الأسرة حياة عمل

FB IMG 1689577551765
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن بناء الأسرة في الإسلام متين القواعد عميق الجذور، لا ينبغي أن يُهدم كيانه لسبب يسير، حتى ولو شعرت النفس بالكره أحيانا فلربما كان فيما تكره النفوس خيرا، كثيرا،

ويقول القرطبي رحمه الله ” فإن كرهتموهن أي لدمامة أو سوء خلق من غير ارتكاب فاحشة أو نشوز، فهذا يُندب فيه إلى الاحتمال فعسى أن يؤول الأمر إلى أن يرزق الله منها أولادا صالحين” وقال مكحول سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول إن الرجل ليستخير الله تعالى فيخار له،

فيسخط على ربه عز وجل فلا يلبث أن ينظر في العاقبة، فإذا هو قد خير له، وإن حياة الأسرة حياة عمل، وللحياة أعباؤها وتكاليفها، لذا فهي تحتاج إلى ربّان يوجه حركتها ويشرف على سلامتها، هذه القيادة يسميها القرآن الكريم قوامة.

وهي من نصيب الرجل، والرئاسة ليست للاستعباد والتسخير، وإنما هي رئاسة إشراف ورعاية،

لا تعني إلغاء شخصية الزوجة وإهدار إرادتها أو طمس معالم المودة والألفة في الأسرة، ولقد هيأ الله المرأة لوظائف وأحالها لأدائها،

وهيأ الرجل لوظائف وأحاله لأدائها، بحكم التكوين الجسدي والنفسي والاجتماعي، فإذا تحوّلت القوامة من الرجل إلى المرأة كلفت المرأة ما لا تطيق،

وانحرفت الأسرة عن مسارها، وإن من الأسباب التي تؤدي إلي ضياع الابناء هو عدم الثبات في المعاملة، فعلى الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحونها للطفل وعندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها ويجب عدم التساهل يوما ما في تطبيق قانون ثم نعود اليوم التالي.

مؤكدين على ضرورة تطبيقه حيث أن ذلك سيربك الطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض،

وإن من سوء التربية للأبناء والأخطاء التي يقع فيها الآباء هو عدم العدل بين الأخوة نتيجة للفروق الفردية بينهم، فمنهم من هو أكثر ذكاء أو أكثر وسامة أو أكثر تحببا لوالديه وقد يجد الوالدين هذه الصفات محببة لديهم وينجذبون لمن يمتلكها من أبنائهم أكثر من أخوتهم الآخرين، ولكن هذا خطأ كبير وقد يؤذي بقية الأطفال نفسيا،

وكذلك تربية الأبناء على الفوضى وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ فينشأ الأبناء مترفين منعمين همهم أنفسهم وحسب ولا يهتمون بالآخرين ولا يسألون عن إخوانهم المسلمين ولا يشاركونهم أفراحهم وأتراحهم وفي ذلك فساد للفطرة.

وقتل للاستقامة والمروءة والشجاعة، وأيضا من الأسباب هو شدة التقتير عليهم أكثر من اللازم مما يجعلهم يشعرون بالنقص ويحسون بالحاجة، وربما قادهم ذلك إلى البحث عن المال بطرق أخرى غير سوية كالسرقة مثلا أو سؤال الناس أو الارتماء فى أحضان رفقة السوء وأهل الإجرام،

وحرمانهم من الحب والعطف والشفقة والحنان المتوازنة، مما يجعلهم يبحثون عن ذلك خارج المنزل،

وأيضا الاهتمام بالمظاهر فحسب، فكثير من الناس يعتقد أن حسن التربية يقتصر على توفير الطعام الطيب والشراب الهنيء، والكسوة الفخمة والدراسة المتفوقة والظهور أمام الناس بالمظهر الحسن، ولا يرون أن تنشئة الأبناء على التدين الصادق والخلق القويم أمرا مهما.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock