مقالات

الدكروري يكتب عن الالتزام بالأخلاق الحسنة

الدكروري يكتب عن الالتزام بالأخلاق الحسنة

الدكروري يكتب عن الالتزام بالأخلاق الحسنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الالتزام بالأخلاق الحسنة هو امتثال لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي يأمر بها ويحض عليها، فعن أبي ذر الغفارى رضي الله عنه قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق
FB IMG 1689577551765
حسن” فإن الأخلاق الحسنة هى أحد مقومات شخصية المسلم، فالإنسان جسد وروح، ظاهر وباطن، والأخلاق الإسلامية تمثل صورة الإنسان الباطنة، والتي محلها القلب، وهذه الصورة الباطنة هي قوام شخصية الإنسان المسلم، فالإنسان لا يقاس بطوله وعرضه، أو لونه وجماله، أو فقره وغناه، وإنما بأخلاقه وأعماله المعبرة عن هذه الأخلاق، فيقول الله تعالى كما جاء فى سورة الحجرات ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” 
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم” وإنه ما من حليم إلا عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، ولكن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لا يزيد مع كثرة الإيذاء إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها ” ما خير عليه الصلاة والسلام في أمرين قط، إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها، ولما فعل به المشركون ما فعلوا في أحد، وطلب منه أن يدعو عليهم، قال ” اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون” ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا “لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم.
أو ليكونن أهون على الله من الجُعل الذي يُدهده الخراء بأنفه، إن الله أذهب عنكم عُبّية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب” وإن ارتباط الأخلاق بالعقيدة وثيق جدا، لذا فكثيرا ما يربط الله عز وجل بين الإيمان والعمل الصالح، الذي تعد الأخلاق الحسنة أحد أركانه، فالعقيدة دون خُلق، شجرة لا ظل لها ولا ثمرة، أما عن ارتباط الأخلاق بالشريعة، فإن الشريعة منها عبادات، ومنها معاملات، والعبادات تثمر الأخلاق الحسنة ولا بد، إذا ما أقامها المسلم على الوجه الأكمل، لذا قال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة العنكبوت ” وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” وأما صلة الأخلاق بالمعاملات، فإن المعاملات كلها قائمة على الأخلاق الحسنة في أقوال المسلم وأفعاله. 
والمتأمل لتعاليم الإسلام يرى هذا واضحا جليا، وإن مما ذكره الله سبحانه وتعالى من صفات أهل الإيمان وأخلاقهم يعلم أن الأمة لا تستقيم إلا بهذه الأخلاق ولا تقوم دولتهم إلا بهذه الأخلاق، فلابد من التواصي بهذه الأخلاق من الدولة والأمة حتى ينصرهم الله ويعينهم على عدوهم وحتى يحفظ عليهم دينهم ودنياهم وأخلاقهم وصحتهم وملكهم وقهرهم لأعدائهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock