مقالات

الدكروري يكتب عن الأخلاق التي شرعها الله تعالى

الدكروري يكتب عن الأخلاق التي شرعها الله تعالى

الدكروري يكتب عن الأخلاق التي شرعها الله تعالى
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الأخلاق التي شرعها الله تعالى ودعا إليها وبعث بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إذا استقامت عليها الأمة حاكما ومحكوما كتب الله تعالى لهم النصر وأيدهم بروح منه ونصرهم على أعدائهم كما جرى لسلفنا الصالح في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وبعده فقد نصرهم الله على عدوهم مع قلة
FB IMG 1689577551765
عددهم وعدتهم وفتح عليهم الفتوحات العظيمة، وأيدهم بنصر من عنده كما وعدهم سبحانه بذلك في قوله عز وجل ” ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز، الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور” وفي قوله سبحانه وتعالى ” يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” وهكذا حصل لهم النصر لما استقاموا على الأخلاق العظيمة. 
التي مدحها الله وأمر بها، ولما استقاموا وتواصوا بها نصرهم الله وملكوا غالب الدنيا وقهروا العالم وأدت لهم الجزية اليهود والنصارى والمجوس، وأدى الخراج لهم آخرون من الكفار حتى ملك الصين، إذ بلغت الدولة إلى هناك إلى أقصى المشرق وإلى أقصى المغرب، فمنهم من أدى الخراج، ومنهم من أدى الجزية ومنهم من دخل في دين الله بسبب قوة المؤمنين وأخلاقهم العظيمة التي مدحها الله وأوصاهم بها، فلما قام بها ولاتهم وأمراؤهم وعامتهم وعلماؤهم استقام لهم الأمر وخافهم عدوهم ونصرهم الله عليه، وفتحوا البلاد ودانت لهم العباد وأقاموا شرع الله في بلاد الله حتى بلغ ملك هذه الأمة أقصى المغرب وأقصى المشرق، وإن الناس عندما تغيروا وبعدوا عن منهج الله عز وجل، غير الله عليهم وأخذ العدو بعض ما في أيديهم. 
ومتى رجعوا إلى ربهم وأنابوا إليه واعتصموا بدينه رجعوا إلى دينهم واستقاموا عليه، رد الله لهم ما كان شاردا وأصلح لهم ما كان فاسدا ونصرهم على عدوهم، ورد عليهم ملكهم السليب ومجدهم الغابر، فالواجب على الحكام والأمراء والعلماء والأغنياء والفقراء الإنابة إلى الله والرجوع إليه والتمسك بالأخلاق التي أوصى الله بها عباده، والحذر الحذر من الأخلاق التي نهى الله عنها، فمتى استقام الجميع وتعاونوا على البر والتقوى وتواصوا بهذه الأخلاق في جميع الأحوال، في الشدة والرخاء في السفر والإقامة أيدهم الله ونصرهم على أعدائهم وأعطاهم الملك العظيم ورد إليهم ما سلب منهم وأصلح لهم ما فسد وهابهم أعداؤهم وخضعوا لهم وأدوا لهم الجزية والخراج خوفا من قهرهم لهم، أو دخلوا في الإسلام. 
كما جرى لسلفنا الصالح، فإن الوصية الغاليه لكل مسلم هو أن يتقي الله وأن يراقبه سبحانه وتعالى أينما كان، وأن يتمسك بالأخلاق التي أمر الله تعالى بها وأثنى على أهلها في القرآن العظيم أو أقرها أو أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة، فيشرع للمسلم أن يلزمها وأن يستقيم عليها وأن يوصي بها إخوانه وأن ينصحهم بها أينما كانوا، وأن يحذر الأخلاق التي ذمها الله وعابها، أو ذمها رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليحذرها ولينهى عنها وليوصي إخوانه بتركها، وهذا هو معنى قوله عز وجل ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاه ويطيعون الله ورسوله ” وهذه الآية جامعة لجميع الأخلاق الفاضلة.
ثم قال سبحانه وتعالى في ختامها ” أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم” ومن رحمة الله لهم أن ينصرهم ويؤيدهم على عدوهم، ومن رحمته أن يكفيهم شر الأعداء، ومن رحمته أن يعينهم على هذه الأخلاق ويوفقهم لها، ومن رحمته أن يدر لهم الأرزاق وينزل الأمطار وينبت لهم النبات ويعطيهم كل ما يطلبون، ومن رحمته سبحانه إدخالهم الجنة وإنجائهم من النار، وهذا هو جزاؤهم في الآخرة، وفي الدنيا رحمة ونصر وتوفيق وتأييد، وفي الآخرة رحمة لهم بإدخالهم الجنة ونجاتهم من النار، وإن هناك العديد من الأفكار السهلة والسياسات العمومية الممكنة التي وإن طبقتها الدول والأمصار ستصل لا محالة إلى بر الأمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock