مقالات

الدكروري يكتب عن بناء الحضارة والجلوس مع الأولاد

الدكروري يكتب عن بناء الحضارة والجلوس مع الأولاد

الدكروري يكتب عن بناء الحضارة والجلوس مع الأولاد 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من وصايا الآباء علي الأبناء هو إبعاد المنكرات وأجهزة الفساد عن الأولاد فمما يجب على الوالد تجاه أولاده أن يحميهم من المنكرات، وأن يطهر بيته منها، حتى يحافظ على سلامة فطر الأولاد وعقائدهم وأخلاقهم، ويجدر به أن يوجد البدائل المناسبة المباحة، سواء من الألعاب أو الأجهزة التي تجمع بين المتعة والفائدة، حتى يجد الأولاد ما يشغلون به وقت فراغهم، وأن تقدر مراحل العمر للأولاد، فالولد يكبر وينمو تفكيره، فلا بد أن تكون معاملته ملائمة لسنه وتفكيره واستعداده، وأن لا يعامل على أنه صغير دائما، ولا يعامل أيضا وهو صغير على أنه كبير فيطالب بما يطالب به الكبار، ويعاتب كما يعاتبون، ويعاقب كما يعاقبون، وأيضا الجلوس مع الأولاد في المنزل.
inbound802490748895151945
فمما ينبغي للأب مهما كان له من شغل أن يخصص وقتا يجلس فيه مع الأولاد يؤنسهم فيه، ويسليهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه لأن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدا، وله آثاره الواضحة، فهذا أمر مجرب، فالآباء الذين يقتربون من أولادهم ويجلسون معهم ويمازحونهم يجدون ثمار ذلك على أولادهم، حيث تستقر أحوال الأولاد، وتهدأ نفوسهم، وتستقيم طباعهم، وإن من العوامل التي أدت إلي بناء الحضارة هى الزراعة حيث كان الإنسان قبل العصر الحجري يعتمد اعتمادا رئيسيا على ما يقنصه من الصيد، أو على النباتات التي تجود بها الأرض وقد ظل المصري يعيش على هذا النمط حتى اهتدى إلى فكرة الزراعة، حيث بدأ ينتج غذاءه بنفسه، وبسبب طبيعة الجغرافيا المصرية. 
ووجود نهر النيل الذي ساهم عبر فيضانه الدوري في تشكيل مساحة تعدّ من أخصب بُقع الأرض، استغل الإنسان المصري هذه الفكرة لإنتاج الحبوب والمزروعات، وشهد ذلك العصر ازدهارا في الزراعة وتربية الحيوانات، وهذا ما وفر له الأمان، والاكتفاء، والاستقرار للمصريين في أرض الحضارة المصرية، وكان لهذا التطور الأثر البارز في إنجاز الحضارة المصرية العظيمة، ولقد مر الإنسان الأول بمرحلتين مهمتين، الأولى جمع القوت، والأخرى إنتاج القوت، وكان ذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل فيضان النيل وتعرف الإنسان القديم على الزراعة، حيث اتخذ تلك الأرض مسكنا ومستقرا، وبدأ بعدها بصناعة التماثيل ليعبّر عن نشاطاته من خلالها، وبدأ يخط على الصخور نقوشا.
ليصف ما يدور حوله في الكون، وعند انتشار السكان الكثيف في مصر، وبتطور العقائد الدينية المصرية القديمة، أضحت الحاجة إلى وسيلة ثابتة للتخاطب وتسجيل الأحداث المهمة أمرا ضروريا، وبعد جهد كبير بذله المصريون آنذاك، توصلوا إلى الكتابة لينتقلوا وقتها من عصور ما قبل التاريخ، إلى العصور التاريخية، وبذلك دخلوا مرحلة الانبعاث الحضاري، ولقد اكتشف علماء الآثار قرابة السبعين هرما حتى يومنا هذا، وهي موزعة على عشر مجموعات حسب جغرافيتها من الشمال إلى الجنوب، وهذه بالتأكيد ليست كل الأهرامات، حيث يعتقد بأن هناك الكثير منها مدفون تحت الرمال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock