مقالات

الدكروري يكتب عن أول من دون الفقه العراقي

الدكروري يكتب عن أول من دون الفقه العراقي

الدكروري يكتب عن أول من دون الفقه العراقي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن المذاهب الأربعة، وعن صاحب المذهب الحنفي أبي حنيفة النعمان، وكان من تلاميذه، هو الإمام محمد بن الحسن الشيباني وهو أول من دون الفقه العراقي تدوينا علميا شاملا، وهو أول من كتب في العلاقات الدولية الإسلامية كتابا جامعا هو السير الكبير، فهو مجتهد مطلق لا يقل مرتبة عن الأئمة الذين نسبت
FB IMG 1687867905409
إليهم المذاهب، وكان من تلاميذه أيضا الحسن اللؤلؤي، وهو الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي، اشتغل بالسنة ثم بالفقه، وقد تتلمذ لأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد، ورواياته الفقهية عند الحنفية قليلة بالنسبة للثلاثة، وتوفي سنة مائتان وأربعه للهجرة، وأما المذهب الحنفي فهو أحد المذاهب الأربعة المشهورة المتبوعة. 
وهو أول المذاهب الفقهية حتى قيل” الناس عالة في الفقه على أبي حنيفة ” وأصل المذهب الحنفي وباقي المذاهب أن هؤلاء الأئمة، أعني أبا حنيفة ومالك والشافعي وأحمد كانوا يجتهدون في فهم أدلة القرآن والسنة، ويفتون الناس بحسب الدليل الذي وصل إليهم، ثم أخذ أتباع أولئك الأئمة فتاوى الأئمة ونشروها وقاسوا عليها، وقعدوا لها القواعد، ووضعوا لها الضوابط والأصول، حتى تكون المذهب الفقهي، فتكون المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي وتكونت مذاهب أخرى كمذهب الأوزاعي وسفيان لكنه لم يُكتب لها الاستمرار، وكما ترى فإن أساس تلك المذاهب الفقهية كان قائما على اتباع الكتاب والسنة، أما الرأي والقياس الذي أخذ به الإمام أبو حنيفة. 
فليس المراد به الهوى والتشهي، وإنما هو الرأي المبني على الدليل أو القرائن أو متابعة الأصول العامة للشريعة، وقد كان السلف يطلقون على الاجتهاد في المسائل المشكلة ” رأيا ” كما قال كثير منهم في تفسير آيات من كتاب الله أقول فيها برأيي، أي باجتهادي، وليس المراد التشهي والهوى كما سبق، وقد توسع الإمام أبو حنيفة في الأخذ بالرأي والقياس في غير الحدود والكفارات والتقديرات الشرعية والسبب في ذلك أنه أقل من غيره من الأئمة في رواية الحديث لتقدم عهده على عهد بقية الأئمة ولتشدده في رواية الحديث بسبب فشو الكذب في العراق في زمانه وكثرة الفتن، ويجب ملاحظة أن المذهب الحنفي المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة ليس كل الأقوال والآراء.
التي فيه هي من كلام أبي حنيفة، أو تصح أن تنسب إليه فعدد غير قليل من تلك الأقوال مخالف لنص الإمام أبي حنيفة نفسه، وإنما جعل من مذهبه بناء على تقعيدات المذهب المستنبطة من نصوص أخرى للإمام، كما أن المذهب الحنفي قد يعتمد رأي التلميذ كأبي يوسف ومحمد، إضافة إلى أن المذهب يضم اجتهادات لتلاميذ الإمام، قد تصبح فيما بعد هي المذهب وليس هذا خاصا بمذهب أبي حنيفة بل قل مثل ذلك في سائر المذاهب المشهورة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock