الدكروري يكتب عن وسائل التنشئة الاجتماعية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الأسرة هي أحد وأهم وسائل التنشئة الاجتماعية من أهم الأنساق المسؤولة، على نقل ثقافة المجتمع لأعضائها وتلقين أفرادها معايير السلوك والاتجاهات والقيم، وقيل بأن الأسرة هى الخلفية الأولى في جسم المجتمع وأنها النقطة الأولى التي يبدأ منها التطور وأنها الوسط الطبيعي الاجتماعي الذي ترعرع فيه الفرد، وقيل بأنها جماعة اجتماعية يقيم أفرادها جميعا في مسكن مشترك، ويتعاونون إقتصاديا ويتناسلون، وهذه الجماعة تتكون من ذكر وأنثى بينهم علاقة اجتماعية يقرها المجتمع، وقيل هي جماعة تربط أفرادها بروابط الدم والزواج، ويعيشون معيشة اجتماعية واحدة مما يترتب عليه حقوق وواجبات بين أفرادها، كرعاية الأطفال وتربيتهم، وإن الأطفال هم زهرة الحياة الدنيا وزينتها.
وهم بهجة النفوس وقرة الأعين، وهم شباب الغد ، ورجال المستقبل، والطفولة عند الإنسان هي المرحلة الأولى من مراحل عمره، وتبدأ منذ ميلاده وتنتهي ببلوغه سن الرشد، ولما كانت مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية في بناء شخصيَّة الفرد فقد جاء الإسلام ليقرر أن لهؤلاء الأطفال حقوقا وواجبات، لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، وذلك قبل أن توضع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرنا من الزمان، فقد سبق الإسلام غيره في الاهتمام بهذه الحقوق بداية من اختيار الأم الصالحة، ثم الاهتمام به في حالة الحمل فأقرّ تحريم إجهاضه وهو جنين، وإجازة الفطر في رمضان للمرأة الحامل، وتأجيل حد الزنا حتى يُولد وينتهي من الرضاع، وإيجاب الدية على قاتله.
فاتقوا الله عباد الله مادمتم في دار العمل، وأدوا الأمانة على وجهها، وقوموا بها في جميع مجالاتها، واستعينوا بالله تبارك وتعالى على ذلك، فإنه نعم المولى ونعم المُعين سبحانه وتعالي، ولقد جعل الاسلام من حقوق الطفل بمجرد ولادته الاستبشار بقدومه، والتأذين في أذنيه، واستحباب تحنيكه حلق شعر رأسه والتصدق بوزنه، واختيار الاسم الحسن للمولود، والعقيقة، وإتمام الرضاعة، والختان والحضانة والنفقة والتربية الإسلامية الصحيحة، وقد اهتم الاسلام بتربية الأطفال وراعى الجوانب المتعددة للتربية ومنها التربية الإيمانية العبادية، والتربية البدنية، والتربية الأخلاقية، والتربية العقلية، والتربية الاجتماعية والتربية بالإشارة، والتربية بالموعظة وهدي السلف.
والتربية بالعادة، والتربية بالترغيب والترهيب ولقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل المولود “أن يؤذن في أذنه اليمنى، وفي لفظ “لكنه ضعيف” وأن يقام في اليسرى” ولابن القيم كلام جميل في تحفة المودود يقول أمر النبي صلى الله عليه وسلم “أن يؤذن، ليكون أول ما يطرق قلب الطفل التوحيد وهو قول لا إله إلا الله محمد رسول الله” فينشأ على حب الله وعلى حب رسول الله، وتغرس في قلبه شجرة الإيمان، ويطرد منه الشيطان لأن الشيطان يفر من الأذان، إذا أذن المؤذن فر الشيطان فهو لا يقبل الأذان ولا يقبل ذكر الله، فالوصية كما ثبت عند أبي داود والترمذي أن يؤذن في أذنه اليمنى، كما في حديث أبي رافع وابن عباس رضى الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم.
“لما ولد لابنته فاطمة الحسن بن علي أذن في أذنه اليمنى” وينسب إلى عمر بن عبد العزيز أنه قال “ويقام في الأذن اليسرى” فهذه معالم التوحيد، فهي تبدأ بلا إله إلا الله وتنتهي بلا إله إلا الله.