مقالات

الدكروري يكتب عن مشاعر التعاون والإيثار

الدكروري يكتب عن مشاعر التعاون والإيثار

الدكروري يكتب عن مشاعر التعاون والإيثار
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الوجود في الجماعة هو الذي ينمي مشاعر التعاون والإيثار وهذه الألوان من السلوك، والشاب الذي يعيش في عزلة عن الآخرين وإن حاول أن يستقيم على المنهج السليم تنمو بعض جوانب نفسه وتظل جوانب أخرى ضامرة لأنها لا تعمل” فيا أيها الزوج، يا من
تزوجت إعلم بأنك قد تقدمت لخطبتها من بيت كانت فيه مدللة وسط إخوتها، فلا تظن أنها بحاجة لطعام أو ملبس فقط، فلا تجعلهما كل ما تقدمه لها، بل ارفقهما بالحب والاحترام حتى لا تترك شعور الندم، يتسلل إلى قلبها لأنها قبلتك، والأيام تلح عليها بسؤال مفاده هل كنت جائعة في بيت أبي ليفعل بي هذا؟ فيا أيها الزوج، ليس من المروءة في شيء أن تذيب وجودها لتعيش أنت كما يحلو لك، ولا تنسي أن لديها أحبابا تتمنى رؤيتهم.
وهم من كانوا سببا في قَبولها إياك، فلا تمنعها عنهم، فيا أيها الزوج، كلما وهبتها حبا، سكبت في آنيتك سعادة لا تنتهي، فكن سيدها وستجدها شهرزادك دائما، فيا من تحملت لأجلك الكثير، هلا أعطيتها من وقتك القليل؟ لا تجعل قدوتك كل تافه وساقط، وليكن قدوتك نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، فقد عاش مع السيدة عائشة أم المؤمنين أعظم وأطهر قصة حب وهي زوجته، فلا تظن الحب يأتيك من خارج بيتك وما أحلّ الله لك، بل لا حب سوى لامرأة هي لك وحدك، وليست لبضاعة رخيصة معروضة على طرقات المارين، ولقد أمرنا الله عز وجل بتأدية الأمانات، وإن هناك أمانة تتعلق بحق الوالدين، وأمانة تتعلق بحق الأبناء، وأمانة تتعلق بحق الجيران، وأمانة تتعلق بحق التجار. 
والموظفون مؤتمنون والمعلمون مؤتمنون، وكل في مجاله مؤتمن، والله تبارك وتعالى سائل كلا عمّا ائتمنه عليه، وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم “كلم راع وكلكم مسئول عن رعيته” وبهذا يتبين لنا أن الأمانة لا تختص بمجال واحد كما يظنه بعض عوام المسلمين أن الأمانة إنما تختص بأداء الودائع إلى أهلها، فليس الأمر كذلك، وإنما الأمانة مسؤولية عظيمة وواجب كبير، أمانة تتعلق بحقوق الله، وأمانة تتعلق بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمانة تتعلق بحقوق عباد الله، فاتقوا الله وأَعطوا الأمانة حقها، وتحمّلوا هذه المسؤولية العظيمة، وأَدوا هذا الواجبَ الكبير، واعلموا أن الله تعالي سائلكم عن هذه الأمانة حينما تقفون بين يديه، حين العرض الأكبر على الله تعالي.
ولقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه يشكو إليه عقوق ولده، فأمر عمر بإحضار الولد، وأنب عمر الولد لعقوقه لأبيه، فقال الولد يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال بلى، قال فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب أي يعلمة القرآن، قال الولد يا أمير المؤمنين، إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلا، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته من قبل أن يعقك، وأسأت إليه من قبل أن يسيء إليك” فإن الأسرة هي بمثابة الوحدة الأساسية التي يقوم عليها هيكل المجتمع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock