الدكروري يكتب عن كنية المصطفي العدنان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إذا تحدثنا عن شخصية رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لوجدناه قد تفرد بشخصية امتازت بصفات لم تجتمع في أحد فهو صلى الله عليه وسلم القائل ” أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب ” رواه الإمام أحمد، فينبغي علينا محبتة وإتباعة وإن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، معناها أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلا يتجلى فيه إيثاره صلى الله عليه وسلم على كل محبوب من نفس ووالد وولد والناس أجمعين، وذلك لما خصه الله تعالى من كريم الخصال وعظيم الشمائل، وما أجراه على يديه من صنوف الخير والبركات لأمته، وما امتن الله سبحانه على العباد ببعثته ورسالته، وغير ذلك من الأسباب الموجبة لمحبته عقلا وشرعا، ويرتبط الحب في قلب الإنسان.
بدوافع وبواعث تبعث عليه، مهمتها أن تحرك القلب وتدفعه نحو محبوباته، وفي اللغة الحب ميل القلب فطرة أو إدراكا ومعرفة ما يوافقه ويستحسنه، وأما كنيته صلى الله عليه وسلم فهي كما ورد في الصحيح أبو القاسم، ولقد حملت به أمه صلى الله عليه وسلم كما تحمل كل النساء، ومرت بها أشهر الحمل، كما تمر بكل النساء، ووضعته كما تضع كل حامل، ولكن قيل أن أمه صلى الله عليه وسلم لم تجد ثقلا في حمله، وذهب آخرون إلى أنها حملت كأثقل ما تحمل النساء، وقيل في ليلة الولادة أنه حدثت أعاجيب وغرائب، منها دنو النجوم من الأرض، ونزول الملائكة، وامتلاء بيت آمنة نورا، وتحولت آمنة شاعرة تقرض الشعر في هذه المناسبة وغيرها، وفي هذه الليلة كما ذكره كثير من الكتاب.
ارتج إيوان كسرى وسقطت أربع عشرة شرفة من شرفاته، وخمدت نار فارس، وغيضت بحيرة طبرية، وغير ذلك كثير ولكن قيل أن كل هذا من خيال الوضاعين، ولا صلة له بالحقيقة، ولا بالواقع، ولو كان شيء من ذلك لجاء ذكره في الأحاديث الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن هل كان آباؤه صلى الله عليه وسلم أنبياء؟ فقد ذكر ذلك أبو نعيم، استنادا على أثر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تعالى ” وتقلبك فى الساجدين” وقال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يتقلب في أصلاب الأنبياء، حتى ولدته أمه، والآيات الكريمة تدعو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للتوكل عليه سبحانه المطلع على كل أحواله، في قيامه وصلاته منفردا، وكذلك في صلاته في الجماعة، وهذا تطمين له صلى الله عليه وسلم من الله تعالى.
والمعلوم من أخبار التاريخ الثابتة خلاف ما جاء به هذا الأثر، فآباؤه القريبين معروفة سيرتهم، ولم يقل أحد أنهم كانوا أنبياء، بل ليس في بيئته وإلى عهد غير قصير من ادعى النبوة، وقد سجل البخاري في حديث أبي سفيان أن هرقل سأل أبا سفيان؟ فقال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قال أبو سفيان لا، ولقد أيد الله عز وجل أنبياءه بمعجزات دالة على صدق نبوتهم، وما من نبي إلا وله معجزات يجريها الله تعالى على يده، دلالة على صدقه، وقد أيد الله نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزات فاقت معجزات الأنبياء الأولين عددا وأثرا، وأعظم معجزاته هي القرآن الكريم، وهو المعجزة الخالدة الباقية ما دامت الدنيا شاهدة على صدق نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم.
زر الذهاب إلى الأعلى