مقالات

الدكروري يكتب عن رحمة رسول الله بالصغير

الدكروري يكتب عن رحمة رسول الله بالصغير

الدكروري يكتب عن رحمة رسول الله بالصغير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان من صفات رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الرحمه والمرح، فقد كان مرحا تحس في روحه الدعابة الحلوة الحانية، وقيل أنه كان زيد بن ثابت يعمل مع الصحابة في غزوة الخندق، ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم همته ونشاطه فقال ” أما إنه نِعم الغلام ” وحدث أن زيدا غلبته عيناه فنام في الخندق،
فأخذ عمارة بن حزم سلاحه منه وهو لا يشعر، ولما استيقظ زيد ولم يجد سلاحه، فزع، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بفزعه فقال له ” يا أبا رقاد ” تلك الدعابة الحلوة تخرج من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أحرج الظروف، وقيل أن رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهو حامل أمامة بنت ابنته زينب ذات مرة، فكان إذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
وكان إذا دخل في الصلاة فسمع بكاء الصبي، أسرع في أدائها وخفّفها، فعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه” رواه البخاري ومسلم، وكان يحمل الأطفال، ويصبر على أذاهم، فعن السيدة عائشة أم المؤمنين أنها قالت ” أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي، فبال على ثوبه، فدعا بماء فأتبعه إياه” رواه البخاري، وكان يحزن لفقد الأطفال ويصيبه ما يصيب البشر، مع كامل الرضا والتسليم والصبر والاحتساب، ولما مات حفيده صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه، فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه ” يا رسول الله ما هذا؟ ” فقال “هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء” 
وهناك أيضا رحمته بالنساء صلى الله عليه وسلم، وذلك لما كانت طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل، كانت العناية بهن أعظم، والرفق بهن أكثر، وقد تجلى ذلك في خلقه وسيرته على أكمل وجه، فحث النبى صلى الله عليه وسلم على رعاية البنات والإحسان إليهن، وكان يقول “من ولي من البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار” بل إنه شدد في الوصية بحق الزوجة والاهتمام بشؤونها فقال “ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة” وضرب صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التلطف مع أهل بيته، حتى إنه كان يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رضي الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب البعير. 
وكان عندما تأتيه ابنته فاطمة رضي الله عنها يأخذ بيدها ويقبلها، ويجلسها في مكانه الذي يجلس فيه، وكان من رحمته صلى الله عليه وسلم رحمته بالضعفاء عموما وكان صلى الله عليه وسلم يهتمّ بأمر الضعفاء والخدم ، الذين هم مظن، ولقد حث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على اليتامى والأرامل، فقد حث الناس على كفالة اليتيم، وكان صلى الله عليه وسلم يقول “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بالسبابة والوسطى” وكما جعل الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل، واعتبر وجود الضعفاء في الأمة، والعطف عليهم سببا من أسباب النصر على الأعداء، فقال صلى الله عليه وسلم “أبغوني الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock