الدكروري يكتب عن خشية النبي وخوفه من الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن خشية النبي صلى الله عليه وسلم وخوفه من الله تعالى، أمر قائم في قلبه ملازم له، لا يفارقه، ومع ذلك فقد كانت الحوادث الكونية تؤثر في ذاته، فيظهر أثر ذلك على وجهه الشريف، ويهرع إلى العبادة والذكر، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال ” كانت الريح الشديدة إذا هبت، عرف ذلك في وجه النبي
صلى الله عليه وسلم” ولقد كان النبي صلي الله عليه وسلم أشد الناس حياء وأكثرهم عن العورات إغضاء، فقال أبو سعيد الخدري كان النبي صلي الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه، وكان النبي صلي الله عليه وسلم لطيف البشرة، رقيق الظاهر، لا يشافه أحدا بما يكرهه حياء وكرم نفس، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها كان النبي صلي الله عليه وسلم.
إذا بلغه عن أحد ما يكرهه لم يقل ما بال فلان يقول كذا وكذا، بل يقول ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا، ينهي عنه ولا يسمى فاعله، وقالت رضي الله عنها لم يكن النبي صلي الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، وقالت السيدة عائشة فسألته فقال صلى الله عليه وسلم “ما أدري لعله كما قال قوم ” فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم” وعنها رضى الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم.
قالت وكان إذا رأى غيما أو ريحا، عرف ذلك في وجهه، فقالت يا رسول الله، أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته، عرفت في وجهك الكراهية، قالت فقال صلى الله عليه وسلم “يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا” وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال خسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال صلى الله عليه وسلم “هذه الآيات التي يرسل الله، لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئا من ذلك، فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره”
وعن السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ففزع، فأخطأ بدرع، حتى أدرك بردائه بعد ذلك” وهكذا من شدة سرعته واهتمامه بذلك أخذ درع أهل بيته ودرع المرأة قميصها سهوا، حتى أدركوه بردائه، وأيضا بكاؤه صلى الله عليه وسلم من خشية الله تعالى، فعن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اقرأ عليّ” قال قلت أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال صلى الله عليه وسلم “إني أشتهي أن أسمعه من غيري” قال فقرأت النساء، حتى إذا بلغت قوله تعالى” فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا” قال صلى الله عليه وسلم لي ” كفّ، أو أمسك” فرأيت عينيه تذرفان”
زر الذهاب إلى الأعلى