مقالات

الدكروري يكتب عن المناسبات الإسلامية

الدكروري يكتب عن المناسبات الإسلامية

الدكروري يكتب عن المناسبات الإسلامية
بقلم / محمـــد الدكــــروري
ذكرت المصاد التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة أنه عندما يأتي اليوم العاشر من المحرم وهو يوم من أيام الإيمان، ومناسبة تستحق الشكر والعرفان بما شرع الله، لا بما يهوى البشر وفي غمرة الشعور باليأس والإحباط الذي أصاب المسلمين اليوم من جراء تتابع النكبات والشدائد، يأتي يوم عاشوراء ليذكر الأمة أنه لا تقف أمام قوة الله أية قوة، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في
السماء، وأنه إذا أراد شيئا فإنما يقول له “كن فيكون” فإنا نتفيأ في هذه الأيام من شهر المحرم الذي اقترب منا ظلال يوم مبارك، فنتذكر فيه قوة الحق وإن قلّ أتباعه، وانهزام الباطل وإن قويت شوكة أصحابه، فما المناسبات الإسلامية إلا اصطفاء من الله تعالى لبعض الأزمان، وتخصيص لها بعبادات ووظائف. 
تأتي تلك المناسبات الكريمة، فتحرك الشعور الإسلامي في أهله ليقبلوا على الله عز وجل، فيزدادوا طهرا وصفاء ونقاء، يُقبل شهر الله المحرم فيدعو المسلمين للصيام، حيث يقول صلى الله عليه وسلم “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم” رواه مسلم، وفي الوقت الذي يذكرنا فيه هذا الشهر بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي بداية ظهور الدعوة وقيام دولة الإسلام، نجد كذلك فيه يوما يذكرنا بانتصار نبي آخر هو نبى الله موسى عليه الصلاة والسلام، وذلك هو يوم عاشوراء العاشر من المحرم، ولقد حبا الله عز وجل هذا اليوم فضلا وضاعف فيه أجر الصيام، ثم كان للناس فيه طرائق، فأدخلوا فيه وأحدثوا وزادوا، إما رغبة في الخير أو مجاراة للناس، وإما اتباعا للهوى وزهدا في السنة. 
ولكن ماذا يعني لنا نحن المسلمين يوم عاشوراء؟ فلقد جاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجّى الله فيه نبيه موسى عليه الصلاة والسلام والمؤمنين معه، وأغرق فيه فرعون وحزبه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا هذا يوم عظيم نجّى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فنحن أحق وأولى بموسى منكم” فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، رواه البخاري ومسلم، وجاء في فضل صيامه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام عاشوراء فقال. 
“يكفر السنة الماضية” رواه مسلم، وفي حديث آخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم “من صام عاشوراء غفر له سنة” وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفرها، فإن صادف صومه وقد كفرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته” ويصور ابن عباس رضى الله عنهما حرص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على صيامه فيقول “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر” يعني شهر رمضان، متفق عليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock